أوان البحرينية في النفس الأخير

الجمعة 27 يناير 2006 - 10:45
مجلة أوان

صدر العدد الجديد والأخير في آن العدد 11 من مجلة "أوان"التي تصدر عن كلية الآداب بجامعة البحرين .


ليس فقط العدد الأخير في الساحة في انتظار صدور عدد موالي بعد ثلاث أوأربعة أشهر، وإنما نتحدث عن آخر أعداد المجلة بشكل نهائي وفجائي في آن، بالصيغة التي نطلع عليها في بيان الإصدارالنعي الذي توصل به كاتب هذه الكلمات، والذي نقرأ فيه أنه "بصدور هذا العدد أيضاً ـ وهذا أكثر ما يؤلم ـ تكون أوان قد لفظت نَفَسَها الأخير.


ثلاثة أعوام كنا ننظر إليها على أنها سنوات التخلّق لمجلة ثقافية جادة وصاعدة، وفي سنوات التخلّق هذه كُتِب لـ "أوان"أن تستقيم وتنتظم في الصدور، وتمكنت ـ في زمن قياسي ـ من تكوين صورة مشرقة لنفسها في ذهن القارئ العربي، وأتاحت لها الرؤية التي انطلقت منها الفرصة لتحتل موقعها في المشهد الثقافي العربي، وتحلّق حولها ـ بفضل كل ذلك ـ أصدقاء كثر من كتّاب وقرّاء وجدوا في أوان بغيتهم".

وتشاء الأقدار أن تكون هذه الأعوام الثلاثة هي كل عمر أوان وفي أعوامها الثلاثة أخذت أوان على عاتقها مهمة إعادة الاعتبار للكتاب ولمفاهيم القراءة والمراجعة في الثقافة العربية المعاصرة، كما أنها فتحت ملفات مهمة وبرؤية منفتحة.

فقد فتحت ملف "الغذامي والنقد الثقافي"في العدد الأول، وملف "الأنصاري والناصرية"في العدد الثاني، وملف "دريدا والتفكيك"في العدد المزدوج الثالث والرابع، وملف "ثقافة الصورة"في العدد الخامس، وملف "إدوارد سعيد"في العدد السادس، وملف "بول ريكور"في العدد التاسع، وملف "عودة دريدا"في العدد العاشر، وهنا في العدد الحادي عشر والأخير تفتح أوان ملف "التأويل والهيرمنوطيقا".

لا توجد بين أيدينا أي معطيات دقيقة حول أسباب هذا الإقبار والوأد، وكل ما نعلمه كما يعلمه القاصي والداني أن رئيس تحرير المجلة الكاتب محمد البنكي انتقل لرئاسة تحرير جريدة "الوطن"البحرينية، فيما انتقل مدير التحرير الناقد نادر كاظم لإدارة تحرير مجلة العلوم الإنسانية.

بالعودة إلى ثنايا العدد الأخير من المجلة، فإننا نطلع على فصلين مترجمين من كتاب هانز جورج غادامير "الحقيقة والمنهج«، والفصل الأول "تغيّر التأويلية من عصر التنوير إلى الرومانسية"من ترجمة حسن ناظم، والثاني "مشروع شليرماخر لتأويلية كلية من ترجمة علي حاكم صالح، ويذكر أن حسن ناظم وعلي حاكم قد انتهيا من ترجمة كتاب غادامير المهم والمؤسس، وسيصدر قريبا عن دار الكتاب الجديد ببيروت.

وفي الملف ذاته تترجم خالدة حامد "النص والسياق"لديفيد كوزنز هوي، كما تترجم عطيات أبو السعود مقالة مهمة لجياني فاتيمو عن "العقل التأويلي والعقل الجدلي"
فيما يكتب عبد الله بريمي قراءة مطولة في كتاب سعيد بنكراد عن "السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها«، ويقدم هشام العلوي مراجعة لكتاب فريد الزاهي "النص والجسد والتأويل"، أما نادر كاظم فيقدم مراجعة في كتاب سعيد توفيق "في ماهية اللغة وفلسفة التأويل".

وفي باب "قراءات"يضم العدد قراءات نقدية في كتاب "الدين في عالمنا"بإشراف جاك دريدا وجياني فاتيمو، وكتاب "الإنسان ذلك الحيوان الغريب"لجان فرنسوا دورتياي، وكتاب "الحوار ومنهجية التفكير النقدي"لحسان الباهيوروايتي "المباءة"و"مغارات"لمحمد عز الدين التازي.

وفي باب "ثقافات"يترجم حسام نايل مقالة ريتشارد رورتي المطولة عن "التفكيك«، ويترجم عبد المجيد الخليفي مقالة محمد الطالبي بعنوان "مفاتيح جديدة في قراءة النصوص المقدسة"، كما يترجم عبد الحق المستاري مقالة فرونسوا دروش حول "القرآن وترجماته الغربية".

وأخيراً يترجم ثائر ديب مقالة دوغلاس روبنسون عن "نظريات الترجمة ما بعد الكولونيالية"
وفي باب "دراسات"يكتب رضوان جودت زيادة دراسة عن "نقد الحداثة وما بعد الحداثة في الفكر العربي المعاصر«، ويكتب إدريس هاني دراسة عن "مشكلة النهضة في منظور طيب تيزيني".

وفي باب "الحوار"تنشر أوان حوار أجري مع ميشيل فوكو حول "المجادلات وتاريخ الإشكاليات"وإضافة إلى هذا تضم المجلة مراجعات متنوعة لكتب حديثة الصدور، وذلك في باب "قرطاس"و"سطور".

يبقى الأمل معقوداً على شقيقات أوان : "مجلة العلوم الإنسانية"و"مجلة ثقافات"اللتين تصدران عن كلية الآداب بجامعة البحرين، أما بالنسبة لـ "أوان«، فقد يبدو عمليا أنه آن أوانها.




تابعونا على فيسبوك