أكد رئيس جمعية"الصحراء المغربية"، محمد رضا الطاوجني، أن أطرافا إسبانية اتصلت به وطلبت منه أن يسحب الدعوى القضائية، التي رفعتها الجمعية ضد عناصر استخباراتية جزائرية، موجودة فوق التراب الإسباني .
وقال في تصريح لجريدة "الصحراء المغربية"، إن الأوساط الإسبانية فرضت ضغوطا على شخصه من أجل أن تسحب الجمعية الدعوى، التي رفعتها أمام المصالح القضائية في مدينة مالقة، ضد كل من مصالح الأمن الجزائري، وكذا سفارة الجزائر في مدريد.
إلا أنه رفض ذلك، وأكد أن دعوى مماثلة سترفعها الجمعية أمام القضاء الجزائري، في زيارة خاصة سيقوم بها وفد من الجمعية وطاقم من المحامين في وقت لاحق.
واعتبر الطاوجني الجهات الجزائرية مسؤولة عن الاعتداءين، اللذين تعرض لهما في الأيام الأخيرة وكذا من أجل التهديد والابتزاز".
وفي سؤال حول الدلائل، التي تستند إليها جمعية "الصحراء المغربية" وتثبت تورط الجهات الجزائرية في الاعتداء، الذي لحق رئيس الجمعية، أوضح الطاوجني أن عناصر استخباراتية جزائرية وأطرافا في السفارة الجزائرية سبق لها أن أجرت معه اتصالات عدة مرات، محاولة إغراءه وإسكات صوت جمعيته في إسبانيا.
وكان شخص مجهول وضع في حساب الجمعية بأحد الأبناك الإسبانية مبلغا ماليا قدره 3 ملايين درهم قبل سنتين.
إلا أن رئيس الجمعية رفض كل محاولات الإغراء، وعبر لتلك الأطراف في مناسبات كثيرة أن الأسلوب الأمثل للحوار هو ترك منظمات المجتمع المدني تعمل بكل حرية.
ومن بين الأساليب التي اختارتها جمعية "الصحراء المغربية" للحوار أنها توجهت في شهري يونيو وشتنبر 2005، إلى الجزائر، مصحوبة بوفد إعلامي، وكان الغرض من زيارتها حمل مساعدات إلى الصحراويين المحتجزين في تندوف، وتنظيم تظاهرة احتجاجية أمام وزارتي الدفاع والخارجية في الجزائر.
إلا أن طاقم الجمعية والوفد الصحافي المرافق له تعرض لمعاملة سيئة، ثم جرى ترحيله فور وصوله.
وكشفت مصادر في جمعية "الصحراء المغربية" أن أجهزة الأمن والاستخبارات الجزائرية الموجودة في إسبانيا غيرت من أسلوب تعاملها مع أنشطة الجمعية، منذ تاريخ الزيارتين، اللتين قوبلتا بالاعتراض من طرف الجزائر في خريف 2005 .
وأمام إصرار الجمعية على المضي في خطها المناوئ للسياسة الخارجية الجزائرية في ملف الصحراء المغربية، قررت المصالح الأمنية والاستخباراتية الجزائرية الدخول في لعبة لي الذراع مع الجمعية، وأن الاعتداء الذي مس رئيس الجمعية في الأيام الأخيرة ما هو إلا صورة من صور العنف، الذي اعتادت الجزائر أن تمارسه ضد الصحراويين المغاربة الذين زجت بهم في معتقلات بشار وتندوف وسجون الثكنات التابعة للجيش الشعبي الجزائري.
وكانت جمعية "الصحراء المغربية" استنكرت أول أمس الاثنين الضغوط، التي تمارسها سفارة الجزائر بمدريد"عن طريق بعض الأوساط الإسبانية"، في حق رئيسها محمد رضا الطاوجني، من أجل إجباره على سحب الدعوى، التي رفعها ضد مصالح المخابرات الجزائرية، كونها "تقف وراء الاعتداءين"، اللذين تعرض لهما.
وأكدت الجمعية، في بلاغ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أنه "عقب الدعوى التي تقدم بها الطاوجني الأسبوع الماضي بمالقة ضد مصالح الأمن الجزائرية في إسبانيا، وسفارة الجزائر بمدريد، فإن هذه الأخيرة شرعت في حملة للضغط، عن طريق بعض الأوساط الإسبانية، على السيد الطاوجني من أجل سحب الشكوى".
وأبرزت الجمعية، الكائن مقرها بمالقة (جنوب إسبانيا)، أن حملة الضغوط هذه، تمر أيضا من خلال بعض وسائل الإعلام الإسبانية، التي اتصلت بها في هذا الصدد سفارة إسبانيا بالجزائر.
وأضافت المنظمة غير الحكومية أن"رد رئيس جمعية "الصحراء المغربية" كان سلبيا وهو متمسك بقراره التوجه إلى الجزائر مع أعضاء من الجمعية ومحامين في الأسابيع المقبلة من أجل تقديم دعوى أخرى هناك" ضد مصالح المخابرات الجزائرية.
وكان رئيس جمعية "الصحراء المغربية" تعرض ثلاثاء الأسبوع الماضي لاعتداء من طرف "مجهولين اثنين" بمالقة، هو الثاني من نوعه في بحر أسبوع.
وأشار تقرير طبي حرره أطباء المستشفى الجامعي"كارلوس هايا" بمالقة، إلى أن الطاوجني يعاني من جروح بليغة في أجزاء متفرقة من جسمه.