الإعلام الجزائري تعامل معها بسياسة النعامة

الحكم الذاتي تحت السيادة عجل بانتفاضة تندوف

الإثنين 05 يونيو 2006 - 19:20
المحتجزون المغاربة في تندوف قالوا جميعا عاش الملك

لن تهدأ انتفاضة تندوف، طالما أن طموح الالتحاق بالوطن لم ولن يموت، ولن ينتصر دعاة الانفصال على من آثروا آصرة القرابة.

قد يخطئ المرء ذات مرة لكن يستحيل أن يظل مخطئا إلى الأبد.

إن انتفاضة تندوف عنوان كبير وتعبير صادق عن تعلق المغربي بوطنه، وأن الحق يعلو ولا يعلى عليه.

إن انتفاضة تندوف جاءت لتكتب التاريخ الحقيقي ولتفضح تلاعبات قيادة الجزائر ودعاة الانفصال.

كلما اتخذ المغرب مبادرة لحل مشكلة الصحراء المغربية، وإعطاء دفعة قوية لاتحاد المغرب العربي، كلما حاولت القيادة الجزائرية بطاقية البوليساريو عرقلتها.

تحسب الجزائر وصنيعتها الحساب لكل شيء، وتعد له العدة وتصطنع البراءة، لكنها لم تحسب أي حساب لاتخاذ المغرب مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية.

كان القرار الذي أعلن عنه جلالة الملك في قلب الأقاليم الجنوبية للمملكة حكيما، خاطب وجدان المغرر بهم من أبناء المغرب الأقصى، ولعل ذلك ما جعل الكثير منهم يعبر عن مباركته الخطوة المهمة، فالتحق عنصران بارزان في قيادة كيان البوليساريو الانفصالي بالوطن الأم، في حين حاول من لم يتمكنوا من الالتحاق تنبيه قيادة البوليساريو إلى الفرصة التاريخية، وغير المنتظرة.

ولأن القيادة إياها ليست سيدة نفسها لم تتمكن من اتخاذ القرار فانتظرت التوصل بإشارات من القيادة الجزائرية باعتبارها الماسك بزمام جهاز التحكم عن بعد، وهذه هي الورطة الحقيقية لقيادة الانفصاليين.

الإشارة كانت رد فعل سلبي على لسان عبد العزيز المراكشي سر عبد العزيز بوتفليقة محرك عبد العزيز الانفصالي.

ثلاثية فريدة، فالعداء للوحدة الترابية للمملكة هو العنصر المهيمن على منظومتها
ولأن القرار الملكي (الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية)، كان مباغثا فإن رد الفعل المناوئ تجسد في التخبط، حاولوا لعب ورقة الزمن في انتظار العثور على »ماكياج«، جديد لأطروحة معاداة الوحدة، لكن أبناء المغرب المحتجزين في تندوف فوق التراب الجزائري والراغبين في لم الشمل والعيش في أمن وأمان لم يمهلوهم، كانوا مع الوحدة فاختلطت أوراق "الثلاثية الفريدة" فكان القمع الهمجي لغتها وانتهاك حقوق الإنسان والحق في التعبير والحق في الالتحاق بالوطن.

بلغ القمع حده فانقلب الصبر والتسلح بالأمل إلى انتفاضة تعامل معها الإعلام الجزائري بسياسة النعامة.

لكن عالمنا صار أصغر مما يتوقعونه، لم يكتب أي سطر عن القمع والهمجية التي عفا عنها الزمن، ولا عن قطع الاتصالات عن منطقة القمع وانتهاك حقوق الانسان.

أنى لهم أن يكتبوا وهم الذين أيدوا قطع صلة الرحم بين الأهل في المغرب والمحتجزين في تندوف.

الانتفاضة اليوم لم تعد حبيسة الخيام والرمال.

فإذا كانت محصورة في المكان فإن صداها وصل إلى أبعد مدى.

كما وصل صدى ترديد المنتفضين "عاش الملك" في قلب تندوف.

أصوات الحق تسربت من كل حدب وصوب ومن نقاط متعددة من العالم، ولم يحل قطع الاتصال هاتفيا دون وصولها إلى حيث تريد.

تنديد من مختلف بقاع العالم ودعوة إلى اتخاذ قرار يوقف معاناة محتجزين ذنبهم الوحيد أنهم مع الوحدة وليس التفرقة.

الدعوة وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وكل الهيئات الحقوقية التي لم تعد الحيل تنطلي على الكثير منها وتحولت إلى صف مناهضة السلوك الوحشي والهمجي لقيادة الانفصاليين الذين باغتهم قرار المغرب الحكيم ففقدوا صوابهم وجر عليهم سلوكهم مشاكل لم يتوقعوها فما كان منهم إلا أن أماطوا اللثام عن وجوه هي خارج الوصف.




تابعونا على فيسبوك