لم يعد فن التبوريدا حكرا على الرجال، ولم تعد حلبات ركوب الخيل بمواسم الأولياء الصالحين والأعراس والمناسبات الوطنية فضاء فلكلوريا رجاليا، تكتفي النساء فيه بالمشاهدة وغلق الآذان بالأيدي عند كل طلقة بارود، أو صهيل فرس.
خرجت حليمة البحراوي التي لا يتجاوز سنها الخامسة والعشرين من سجن الضعف النسائي لتكسر كل قضبان الخوف والتردد، ولتحلق في سماء عالم التبوريدا، وتكون قدوة لعدة فتيات من مدينة المحمدية والجوار، ساروا على دربها، وتشكل معهم فرقة نسائية تضاهي أكبر الفرق المغربية.
بدأت حليمة تجربتها الفريدة منذ سنة 2001، وأرغمت أباها على حب الفروسية وركوب الخيل، ليلتحق بها في سربة واحدة، ويبدأ معها رحلة تكريس الأصالة ودعمها بالمعاصرة
شكلت حليمة فرقة نسائية من خمس فارسات، ما فتئن أن أصبحن تسعا، إضافة إلى العديد من البنات القاصرات اللواتي في طور التكوين.
برعت فرقة المقدمة البحراوي النسائية في طريقة سباقها ونوعية لباسها الذي يمزج بين الأصالة والمعاصرة، رسمن لوحات نسائية أعادت الثقة في الجنس اللطيف وخاصة بالعالم القروي، حيث يصارعن الغبار وعنف الخيول داخل سربتهم إلى جانب الرجال، وحيث تكون طلقات نارهم البارودية أدق وأشد من طلقات الفرق الرجالية.