تعيش مدينة فاس، انطلاقا من اليوم وإلى غاية العاشر من يونيو الجاري، على إيقاعات الدورة 12 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي تنظمه هذه السنة مؤسسة"رسالة فاس"، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
وقال فوزي الصقلي، مدير المهرجان، إن هذه الدورة، المنظمة تحت شعار"تآلفات" ترسخ لمبدأ الانسجام والتقريب بين الثقافات، وكذا بين الشرائح الاحتماعية المختلفة.
وأضاف الصقلي، في اتصال لـ "الصحراء المغربية"، إن فلسفة مهرجان فاس للموسيقى العريقة تسير في اتجاه دعم كل الخطوات الممكنة لتحقيق التواصل بين الثقافات والشعوب، انطلاقا من فكرة احتواء الفن كإبداع قادر على أن يساهم في بلورة رؤى الانسجام في أكبر تجلياته، التي تشمل أيضا التواصل بين مختلف الشرائح الاجتماعية، وكذا العلاقات الدولية.
وقال "نحاول أن نستلهم كل الأفكار القادمة من انسجام الأنغام الفنية ونطبقها على المستوى المجتمعي وعلى المستوى السياسي أيضا، لذلك فبرنامج هذه الدورة برنامج غني يجمع بين الفني والفكري، على اعتبار أن مهرجان فاس ليس فقط مهرجان الترفيه والتنشيط، وإنما يحمل رسالة الانفتاح والتعايش، وهي الرسالة التي نحاول تحقيقها من خلال الجانب الفني ومن خلال الجانب الفكري كذلك".
وأوضح فوزي الصقلي أنه انطلاقا من فكرة التعايش والانسجام والانفتاح على الحضارات، فإن المهرجان ينفتح باستمرار على ثقافات جديدة، وتعابير فنية جديدة، مشيرا إلى أن برنامج الفنان صابر الرباعي، سيكشف للجمهور عن تجربة فنية جديدة في مسار هذا الفنان، الذي سيغني في تكريم أبي الحسن الششتري، وهي تجربة لم يسبق أن عرف بها صابر الرباعي.
ومن ثم، يقول فوزي الصقلي، إن "مثل هذه التجارب الجديدة تعتبر مختبرا حيا ومتواصلا لتحقيق "روح فاس" أو "رسالة فاس"، وهو عنوان المؤسسة التي خلقت لتدير هذا النوع من التظاهرات، وبالتالي فإن هدف المهرجان بشكل عام هو تحقيق أشكال ونماذج مختلفة من هذا التواصل عبر برامج جديدة قادرة على توسيع دائرة "الانسجام" و"التآلف" بين الثقافات والشرائح الاجتماعية المختلفة".
للإشارة، يتضمن برنامج هذه الدورة، التي تتولى تنظيمها هذه السنة، مؤسسة "رسالة فاس"، التي تأسست في 24 شتنبر 2005 بفاس، العديد من التظاهرات الموازية للحفلات الموسيقية ومنها "لقاءات فاس" و"المهرجان داخل المدينة" الذي يضم عروضا فنية مفتوحة للعموم, و"الليالي الصوفية"، التي ينشطها فنانون ينتمون إلى مختلف "الطرق الصوفية" بالمملكة والمقاهي الأدبية، التي تتمحور حول موضوع"التراث اليوم"، إضافة إلى المعارض وعدد من الأنشطة الموجهة إلى الأطفال.