توقف مسار الندوة الصحفية، التي عقدتها، عصر أول أمس الثلاثاء، جمعية منتدى الدار البيضاء المنظمة لمهرجان المدينة نفسها، في مقر الولاية، ولم يتمكن المنظمون من عرض الخطوط العريضة للدورة الثانية من المهرجان.
كما صعب على الصحافيين استيعاب كل ما تحدثوا عنه جراء التشويش على الندوة، من طرف أعضاء من مجلس مدينة الدار البيضاء، الذين استغلوا فرصة وجود الصحافيين، وحضور محمد القباج، والي مدينة الدار البيضاء، لـ "تصفية حساباتهم الداخلية".
وكان أعضاء المجلس، الذي يرأسه محمد ساجد، يعقدون اجتماعا في مقر الولاية، وبعد حوالي ربع ساعة من افتتاحه التحق عدد منهم بقاعة الندوة، إذ تدخل أحدهم، فانضم إليه آخرون، معتبرين أن عمدة المدينة استفرد بترتيب وإعداد المهرجان مع الجمعية المنظمة دون استشارتهم، أو الأخذ بآرائهم، بصفتهم ممثلين لسكان المدينة، مشددين على أن ساجد أقصاهم من المشاورات مع جمعية منتدى الدار البيضاء، حول وضع ترتيبات المهرجان المزمع انطلاقه في 15 من يوليوز المقبل.
وقال مصطفى رهين، رئيس لجنة الشؤون الثقافية بالمجلس، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، إن الأعضاء المكونين لمجلس المدينة لا يعارضون المهرجان، وزاد موضحا "نحن بصفتنا منتخبين، صوتنا على فكرة المهرجان، بالإضافة إلى مبلغ 400 مليون سنتيم، الذي خصص له من طرف المجلس".
وأكد المصدر ذاته أن اللجنة الثقافية للمجلس كان من المفروض أن تضع برنامجا للمهرجان، في حين تقوم الجمعية المشرفة عليه بالتسيير التقني واللوجستي، على حد تعبيره.
وحمل رئيس لجنة الشؤون الثقافية بمجلس المدينة المسؤولية الكبرى لرئيس المجلس، الذي وضع برنامجا مع الجمعية المنظمة للمهرجان في غياب المستشارين والمنتخبين.
من جهته، قلل عمدة الدار البيضاء من حجم ملاحظات أعضاء المجلس، مؤكدا، في تصريح لـ »الصحراء المغربية«، أن المجلس أعطى التفويض لجمعية مهنية للإشراف على المهرجان، ما ساعد على إنجاح الدورة الأولى.
وأوضح ساجد أنه "يشرف شخصيا" على تتبع خطوات المهرجان، من خلال الاتفاق على خطوطه العريضة، وقال "هناك عدم تواصل بين أعضاء مجلس المدينة، في حين لدينا لجنة تجتمع يوميا لإنجاح المهرجان".
وخصص للمهرجان، الذي ينتظر أن تنطلق دورته الثانية يوم 15 يوليوز المقبل وتتواصل على مدى أسبوع، غلاف مالي يقدر بـ 23 مليون درهم، موزعة بين المدعمين العموميين والخواص، ومنها أربعة ملايين دعما من مجلس المدينة.
وقالت نائلة التازي، المديرة المنتدبة للمهرجان، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، إن الدورة الثانية ستحاول إعطاء الفرصة للجمهور البيضاوي، من خلال الحفلات المجانية، عبر الخشبات الموضوعة بمختلف أحياء مدينة الدار البيضاء، معتبرة أن المهرجان فرصة للتواصل بين الفنانين المغاربة والنجوم العالميين، ولملاقاة الجمهور المغربي، مشيرة إلى أن الدورة الحالية ستحاول تجاوز هفوات الدورة الأولى، رغم النجاح، الذي عرفته من طرف الجمهور.
ويراهن المنظمون على الاقتراب أكثر من المواطنين، من خلال برامج متعددة كالموسيقى والسينما والفن الحضاري، وستكون للجمهور البيضاوي فرصة ملاقاة نحو 400 فنان من المغرب وبلدان أجنبية، من خلال 40 عرضا موسيقيا، و28 عرضا سينمائيا، ستقدم مجانا، إلى جانب عروض مسرحية ومعارض فنية.
وتتوزع خشبات المهرجان الموسيقية بين ساحة الراشيدي وخشبة العنق وخشبة البرنوصي، ويرتقب المنظمون أن تستقطب هذه التظاهرة جمهورا أكبر.
وكانت الدورة الأولى، التي نظمت السنة الماضية، شهدت حضور مليوني متتبع.