دشن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، مركزا للرعاية اللاحقة للسجناء، وترأس جلالته مراسم التوقيع على أربع اتفاقيات شراكة
لتمكين السجناء، بعد الإفراج عنهم، من الاستفادة من برامج للمصاحبة والتتبع، لضمان إعادة تأهليهم وإدماجهم في النسيج الاجتماعي والمهني، الشيء، الذي سيجعل من المركز مشروعا نموذجيا سيغطي، في مرحلة أولى، حاجيات المؤسسات السجنية بالبيضاء وسلا، على أن يجري بعد ذلك تعميم هذه التجربة النموذجية.
وترأس جلالة الملك، بهذه المناسبة، مراسم التوقيع على أربع اتفاقيات شراكة، تتعلق بإدماج وتكوين النزيل ومصاحبته، بعد الإفراج عنه، قصد ضمان دمجه في المجتمع
وفي الإطار نفسه، افتتح صاحب الجلالة، أمس بالمعرض الدولي بالدارالبيضاء، "تظاهرة تواصل مع السجناء«، التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تحت شعار »التربية والتكوين أداة للإدماج".
ويندرج تنظيم هذه التظاهرة في إطار الجهود، التي تبذلها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، لضمان الكرامة الإنسانية للنزلاء، مثلما ذكرت، أول أمس الاثنين، زليخة نصري، مستشارة صاحب الجلالة وعضو المجلس الإداري للمؤسسة، التي شددت على أن المؤسسة تعد أداة فعالة لأنسنة الوسط السجني، وتعمل جاهدة من أجل أن تجعل من المؤسسة السجنية فضاء اجتماعيا يحتضن بدوره البرامج والمشاريع العامة، في إطار التربية والتكوين المهني والصحة والأنشطة الثقافية والرياضية، انطلاقا من أن العزل السجني لا يجب أن يسقط في الإقصاء الاجتماعي.
وأكدت زليخة نصري، التي كانت تتحدث في لقاء صحفي أول أمس الاثنين بمركز الإصلاح والتهذيب لعين السبع بالدارالبيضاء حول منجزات وآفاق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج نزلاء السجون، أن المواطنين تجاوبوا بشكل كبير مع أهداف المؤسسة، حين لمسوا الجدية والرغبة الصادقة في الرفع من مستوى السجون وأنسنتها وضمان شروط التربية وإعادة الإدماج للسجناء، وكشفت أن عائدات الأيام الوطنية لإعادة إدماج السجناء، التي نظمت السنة المنصرمة، وبفضل هذا التجاوب، بلغت 17.5 مليون درهم، قالت إنه رصد لبناء مركز التكوين المهني في تازة، موضحة أن الأيام الوطنية لإعادة إدماج السجناء مكنت من تكثيف جهود مختلف الفاعلين حول مشروع إعادة الإدماج، سواء تعلق الأمر بالسجناء أو العائلات والمؤطرين والفاعلين الاقتصاديين أو الرأي العام.