لقيت إمرأة حبلى، أول أمس الاثنين، مصرعها وأصيب أربعة أشخاص آخرون بجروح متفاوتة الخطورة جراء انهيار بناية في المدينة العتيقة بفاس.
وارتفعت بعد هذا الحادث حصيلة ضحايا انهيار البنايات الآيلة للسقوط، في ظرف خمس سنوات، إلى 160 قتيلا.
وقالت مصادر من مصالح الوقاية المدنية لـ "الصحراء المغربية"إن الحادث نجم عن انهيار عمودي لأسقف بناية آيلة للسقوط مؤلفة من طابقين وأسوار في مستواها العلوي، مما استدعى تدخلا فوريا لإنقاذ حياة أربعة أفراد، وانتشال جثة امرأة (33 سنة)، بعد أن لفظت أنفاسها تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن المصابين والضحية نقلوا إلى مستشفى الغساني بالمدينة المذكورة.
وأكد تقرير لوكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ فاس، أن الحادث المأساوي، رفع عدد ضحايا انهيارات المنازل والبنايات الآيلة للسقوط في العاصمة العلمية إلى ما يزيد عن 160 شخصا، وإصابة 102 من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.
وأبرز التقرير نفسه، الذي حصلت "الصحراء المغربية" على نسخة منه، أن "كرونولوجيا" الانهيارات بالمناطق السوداء في المدينة المذكورة أدت إلى سقوط 78 ضحية في حادثي انهيار بكاف العزبة وحافة مولاي إدريس سنة 1985، ومقتل 64 شخصا وإصابة 83 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في حادثي انهيار مماثل بالحي الحسني عامي 1998 و1999
وسجلت المصالح نفسها سنة 2004، مقتل 17 شخصا وإصابة 16 آخرين بجروح بالغة الخطورة نتيجة انهيار مسجد بعين الخيل في نونبر، وانهيار بناية سكنية بحافة بنزاكور دجنبر الماضي قرب موقع حادث أول أمس.
ويتهدد السكن الآيل للسقوط بالعاصمة العلمية، حسب التقرير، أكثرمن 25300 أسرة، 70 في المائة منها تقطن بالأنسجة العتيقة، و20 في المائة تقيم بالأحياء غير القانونية، مبرزة أن 1100 وحدة من هذه البنايات ذات خطورة قصوى وتفرض تدخلا استعجاليا.
وتشكل المدينة العتيقة وفاس الجديد والمنطقة الشمالية والجنانات، حسب تقرير لمؤسسة العمران، إحدى أبرز المناطق السوداء في أنسجة المدينة، بالنظر الى التحديات التي تفرضها من جراء ما تخلفه من خسائر بشرية ومادية جسيمة.
ويفرض تقرير الوكالة، القيام بحملة واسعة لتدعيم 1100 من البنايات الأكثر خطورة، تفاديا لإزهاق الأرواح بالأنسجة العتيقة، وإحداث وتفعيل اللجان المحلية لليقظة وتدبير المخاطر وإنشاء خليتين للوقاية المدنية باللمطيين والقطانين وترحيل 183 أسرة قاطنة في بنايات غير قابلة للإصلاح.
واعترف المصدر عينه أن المدينة العتيقة، آخذة بوتيرة متسارعة في التدهور، نتيجة الاكتظاظ وهشاشة الهياكل والأساسات ومجاري المياه وسوء الاستعمال والإضافات والإصلاحات السلبية التي شهدتها إلى جانب وضعيتها الاجتماعية الهشة.