افتتح نحو عشرة آلاف شخص أول مس المنتدى الاجتماعي 2006 في كاراكاس بمسيرة "ضد الإمبريالية" و"ضد الحرب" تنديدا بالرئيس الأميركي جورج بوش وتأييدا للخيار السياسي البديل في أميركا الجنوبية المتمثل في رئيس فنزويلا هوغو شافيز.
ويستمر المنتدى الاجتماعي حتى الاحد المقبل وفق برنامج حافل يتضمن نحو 1800 من النشاطات وأطلق المنتدى في نهاية القرن الماضي من كمدينة بورتو أليغري، في البرازيل، كمحاولة لمواجهة "العولمة المتوحشة"، وهو يرفع شعار "عالم آخر ممكن"، أملا في الحد من الفوارق بين أغنياء العالم وفقرائه.
وانطلقت المسيرة تحت سماء غائمة من ساحة "لاس تريس غراسياس" جنوب المدينة وسلكت شارع "باسيو دي لوس بروسيريس" الذي تجري فيه الاستعراضات العسكرية في كاراكاس وانضم إليها المشاركون تدريجيا لتتحول إلى تظاهرة حاشدة.
وهتف المتظاهرون "معاهدة التبادل الحر مرفوضة" و"لا لمنطقة التبادل الحر الأميركية" و"لا للمواد المعدلة جينيا والاستعمار والاستغلال والدمار" وإن كانت هذه الشعارات متباينة في أهدافها ومضامينها إلا أنها تحدد العدو بوضوح وهو "إمبريالية الولايات المتحدة"، كما أوضحت لين وهي أميركية متقاعدة في الستين من العمر قدمت من بوسطن.
ومع تزايد المتظاهرين اكتسبت المسيرة صبغة معادية بقوة لبوش مثل المسيرة السابقة في بورتو اليغري وقالت لين "إننا نعارض إمبريالية الولايات المتحدة، نعارض نظاما اقتصاديا وسياسيا يقوم على البحث عن أقصى حد من الربح ويثير في نهاية المطاف حروبا في العراق وأفغانستان".
وقدمت المتظاهرة الأميركية مع حفنة من الأصدقاء الناشطين في جمعيات مختلفة، حتى تقول "شكرا لفنزويلا على النفط"، بعد أن سلم شافيز الشهر الماضي كمية من النفط باسعار مخفضة بمعدل 40٪ عن أسعار السوق إلى العائلات الأميركية في حي برونكس الفقير في نيويورك ومدن أخرى شمال شرق الولايات المتحدة.
وأوضح خورخي وهو فنزويلي يقيم في بوسطن أن هذه المبادرة "أفادت 45 ألف عائلة في منطقتنا" كذلك أشادت الناشطة الأميركية المعارضة للحرب سيندي شيهان التي قتل ابنها الجندي في العراق بالرئيس الفنزويلي.
وقالت الناشطة التي سلطت عليها الأضواء العام الماضي حين نصبت خيمة أمام مزرعة الرئيس الأميركي وأقامت فيها احتجاجا على الحرب في العراق، مثنية على شافيز "إنني معجبة بحزمه حيال حكومتي وتدخلالتها".
كذلك استهدف المتظاهرون الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات وأبرزها شركة كوكا كولا الأميركية، المجموعة الأولى عالميا للمرطبات، التي اتهمتها لافتة بـ "الضلوع في اغتيال تسعة نقابيين في كولومبيا"، فيما كتب على لافتة أخرى "في البرازيل يسرحون الموظفات الحوامل والموظفين المصابين بالسيدا".
وتوزعت بين المتظاهرين مجموعات صغيرة من مناصري شافيز يرتدون قمصانا قطنية حمراء قاتمة ويهتفون بحماسة واندفاع "حتى النصر دوما شافيز" وهي عبارة تقترن بتشي غيفارا.
وصرح وزير الثقافة الكوبي وسط الحشود أن "هذا المنتدى يعقد في ظرف استثنائي في أميركا اللاتينية"، معتبرا أن انتخاب ايفو موراليس رئيسا في بوليفيا "سيعزز الثورة" الاشتراكية التي يدعو إليها شافيز.