باشرت مصالح الأمن بمدينة فاس، أول أمس الاثنين، تحقيقاتها في حادث اندلاع حريق مهول بحي بنسودة أتى على 620 براكة مستعملة لغرض التجارة .
وأفادت مصادر أمنية أن هذا الحريق، الذي اندلع فجر أول أمس الاثنين، تسبب في تدمير مسجد صفيحي وإتلاف أطنان من الخضروات والفواكه والألبسة المستعملة والجديدة والعديد من البضائع والمحلات الحرفية لم يجر تحديد قيمتها المالية بعد.
وذكر شهود عيان أن الحريق حول ليل حي بنسودة إلى نهار، مما اضطر سكان الحي إلى قضاء زهاء تسع ساعات متوالية على وقع هلع انفجارات قنينات الغاز ولهيب وأدخنة النيران المشتعلة بمعظم أرجاء السوق الشعبي.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الحادث فرض حالة تأهب قصوى في صفوف الأسر المحاذية للحريق، تخوفا من امتداد ألسنة النيران إلى مساكنها المحيطة به، مضيفة أن تدخلا لمصالح الوقاية المدنية، وراء الأسوار، التي تفصل السوق عن السكان، حال دون انتقال النيران إلى المنازل المجاورة للسوق وحصره داخل أسواره.
وعبر عدد من المتضررين، الذين احتشدوا حول مخلفات الحريق، في تصريحات لـ"الصحراء المغربية"، عن استنكارهم لما جرى، مبرزين أن"هذه الكارثة هي الأسوأ، التي تحل بالمنطقة جراء الخسائر التي تكبدها تجار السوق، الذين يعاني البعض منهم تبعات ديون جمعيات ومؤسسات القروض الصغرى".
واضطرت السلطات المحلية والأمنية بالعاصمة العلمية إلى تطويق موقع الحريق وفرض مراقبة أمنية مشددة على مداخل السوق للحيلولة دون حدوث أعمال عنف، بثني السكان والفضوليين عن التجمهر والتسرب إلى أرضية الموقع، الذي عرف انتشار عشرات المتضررين بعد توقف الحريق في حدود العاشرة من صبيحة اليوم نفسه، في محاولة استباقية منهم لاستعادة أماكنهم.
ولم يستبعد متضررون من الحريق وقوف جهات خفية وراء الحادث للدفع بهم إلى التخلي عن المساحة، التي يشغلها السوق الشعبي وتحويلها إلى تجزئة سكنية في ظل المضاربة العقارية، التي تمر منها المدينة والموقع الاستراتيجي، الذي يحتله السوق وسط حي بنسودة، وارتفاع قيمة العقار ية.