مشاكل القلب تقتل ثمانية أطفال يوميا بالمغرب

الثلاثاء 23 ماي 2006 - 13:14
الأطفال قد يتعرضون لحوادث طارئة

يولد عديد كبير من الأطفال بتشوهات خلقية على مستوى القلب بسبب عوامل متنوعة أهمها السلوكات الغذائية للأم أثناء فترة الحمل، وبسبب مشاكل وراثية.

وقال سعيد الجنان، الاختصاصي في علاج وجراحة القلب عند الأطفال في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، إنه من بين 500 ألف ولادة جديدة في المغرب، يوجد ما بين ثمانية وعشرة على الألف رضيع مزداد بتشوه خلقي على مستوى القلب، أي بنسبة واحد على مائة مولود جديد مصاب بإحدى مشاكل القلب الخلقية.

وذكر سعيد جنان أنه يتوفى ما بين 6 و8 أطفال يوميا بسبب مشاكل القلب، في الوقت الذي يصل فيه عدد الوفيات في صفوف البالغين ـ مرضى القلب ـ 15 شخصا يوميا.

وأوضح سعيد الجنان أن من أبرز التشوهات الخلقية لقلب الطفل وجود ثقب في هذا العضو، أو نقصان في عدد صماماته، إلى جانب وجود اختلال في عمل عروق القلب، مبينا أنه من أعراض هذه التشوهات عجز الطفل المريض عن الجري واللعب أو بذل أدنى مجهود، كما يفقد حمرة جلده الدالة على الصحة الجيدة، فيميل نحو الزرقة الدالة على صعوباته في التنفس نتيجة ضعف تزود الرئة بالكميات الكافية من الأوكسجين، ما يجعل الطفل أكثر عرضة للسعال الحاد والمتكرر لفترات متقاربة.

وأوضح سعيد الجنان، الرئيس المؤسس للجمعية الخيرية لعلاج القلب، أن الطب وفر علاجا جراحيا لتشوهات القلب الخلقية، تجرى إما بطريقة قلب مغلق أو بقلب مفتوح، مبينا أن هذه التدخلات الجراحية تعتبر من ضمن العمليات الجراحية الصعبة، لا يمكن أن تعطي نتائج المرجوة منها إلا إذا كان وزن الرضيع يقل عن 10 كيلوغرامات" لذلك يحرص الطبيب المختص على "إخضاع الطفل لها خلال الأسبوع الأول من الولادة، وقبل بلوغه ستة أشهر للحيلولة دون الإضرار بالرئة وإنهاكها".

وذكر الأخصائي نفسه أن الجمعية الخيرية لعلاج أمراض القلب، تحاول إنقاذ الأطفال الذين يعانون تشوهات خلقية على مستوى القلب، وإخضاعهم لتدخلات جراحية رغم عدم توفرهم على الشرط المشار إليه، مبينا أن 20 في المائة من المستفيدين يسترجعون عافيتهم، فيما باقي الأطفال يظلون يعانون الإنهاك الدائم والشعور بالتعب والعجز عن الحركة واللعب وبذل أدنى مجهود، كباقي الأطفال.

وأوضح الأخصائي عينه أن زراعة القلب تبقى الوسيلة الطبية البديلة لإنقاذ حياة الطفل قائلا "لكن هذا النوع من الجراحة يظل غائبا في المغرب للعديد من الأسباب، أهمها تكلفتها المالية وصعوبة إن لم نقل استحالة الحصول على قلب طفل متبرع به، ناهيك عن الأدوية المرتفعة الثمن، والآلات الطبية الخاصة لإجراء مثل هذه التدخلات الجراحية".

وأكد سعيد الجنان أن الوقاية الصحية خير مانع لتجنب مثل هذه المضاعفات الصحية، وذلك من خلال إخضاع الطفل لكشف صحي عن التشوهات الخلقية في وقت مبكر جدا من ولادته، من طرف مختص في الفحص بالصدى عن قلب الطفل.

وتحدث سعيد الجنان، أن من أخطر أمراض القلب التي يعانيها الأطفال، انسداد صمامات القلب الناتج عن إهمال علاج التهاب اللوزتين في الوقت المناسب وبالكيفية المطلوبة، إذ يظهر المرض عند الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين أربع و15 سنة .

وأشار إلى أن المرض يعرف عند عامة الناس بروماتيزم القلب، وهو يعتبر من أكثر أمراض القلب انتشارا بين أطفال المغرب ودول شمال إفريقيا في الوقت الذي اختفى فيه بالعديد من دول العالم بفضل تنفيذها لبرنامج وقائي صارم ضده.

وأفاد الأخصائي نفسه أن خضوع الطفل لعملية جراحية بقلب مفتوح تكلف مبالغ مالية جد باهضة، تتطلب استعمال آلات طبية خاصة بوقف استعمال القلب وتشغيله اصطناعيا، ويصل ثمنها ما بين ثلاثة وعشرة ملايين سنتيم حسب نوع المرض وحجم التشوه الخلقي دون احتساب ثمن الأدوية ومصاريف طبية موازية، فيما التدخل الجراحي بقلب مغلق يتراوح ثمنه ما بين 5 و10 آلاف درهم.




تابعونا على فيسبوك