انطلقت يوم السبت الأخير الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسينية للقوات المسلحة الملكية بأمر من جلالة الملك، وتم في السياق ذاته تدشين الأبواب المفتوحة للحاميات العسكرية، لعرض مختلف المنجزات التي حققها الجيش المغربي والأدوار الطلائعية التي قام بها على الصعيدين
وبقدر ما كانت المناسبة سانحة لعرض مختلف الإمكانيات التقنية واللوجيستية ونوعية التكوين النظري والتطبيقي المعمول به في التداريب والمدارس المخصصة لذلك، بقدر ما فتحت المناسبة قوسا كبيرا على الأعمال الجبارة التي تقوم بها قواتنا المسلحة الباسلة بمختلف فروعها من أجل خدمة الأمة وحمايتها من خلال محاربة المخدرات والهجرة غير الشرعية والإنقاذ البحري والوقاية المدنية ومكافحة الإجرام والإرهاب والتدخل في المجال الصحي إن اقتضى الحال وغيرها من التدخلات والمشاركات الفعالة في مختلف بؤر التوتر في العالم في إطار بعثات الأمم المتحدة.
ويأتي الاحتفاء بالذكرى الخمسينية للقوات المسلحة الملكية، ليعطي لاستحضار المغاربة لخمسينية الاستقلال، بعدا تاريخيا للتراث العسكري الوطني والمراحل التي مر منها الجيش المغربي عبر الحقب والأزمنة.
ونحاول من خلال ورقة الأسبوع هذه، التعرف على آراء ووجهات نظر الشباب حول طبيعة المناسبة وكيف تقبلها في غمرة احتفال الشعب المغربي بخمسين سنة من التنمية البشرية، وبهذا الخصوص أكد لنا سعيد إيعز على أن مسألة انفتاح الحاميات العسكرية على المواطنين بمختلف شرائحهم، "يعتبر شحنة حماسية لاستنهاض الهمم والتشبع بقيم ومبادئ الوطنية الصادقة والإحساس بالحضن الآمن للوطن، ومن شأن هذه المناسبة كذلك ـ يقول محدثنا ـ أن تخلق انصهارا بين مختلف مكونات الأمة المدنية والعسكرية، وتمكن المواطن المغربي من الاطلاع عن كتب على مختلف الإمكانيات العسكرية واللوجيستية لبلده".
ومن جانبه أكد عبد الحق سميح على أن المناسبة "تأتي لترصع احتفالات الشعب المغربي، بتاريخه وبطولاته المجيدة التي تبقى خيطا رفيع المستوى يربط الماضي بالحاضر ويستشرف المستقبل بروح مفعمة بالنضال والصمود ونصرة الوطن".
واعتبرت ربيعة مكنون، أن فتح المجال أمام المؤرخين والدارسين والباحثين "من شأنه أن يرسم للتاريخ العسكري المغربي، شجرته الوارفة التي تمتد إلى ما قبل الفتوحات الإسلامية، ويمكن لهذه الأبواب المفتوحة ـ تقول ربيعة ـ أن تجسر الهوة وتبدد الشعور بالخوف لدى العديدين عندما يتم الحديث عن المؤسسة العسكرية، بحيث أن المناسبة من شأنها أن تخلق تجانسا وتظهر للجميع أن المجتمع العسكري هو إنساني بطبعه.
يشتغل وفق المصالح العليا للوطن"، وبدوره اعتبر عبد الرحمان حنين "أن الاحتفال بالذكرى يعتبر نقلة نوعية في اتجاه أنسنة علاقات المجتمع المغربي ككل وإحساس الجميع بالتكامل والترابط والتوادد"، وأكد المتحدث "أن الدولة المغربية لها من المواقف والبطولات ما يجب أن تستحضره وتبرزه لجيل اليوم، حتى يكتسب منه المناعة اللازمة والشحنة الإضافية لمواجهة التحديات التي يطرحها عالم اليوم المتسم بالانفتاح الكلي الذي من الممكن إذا لم نكن مسلحين بالروح الوطنية، أن يلغي هويتنا ويطمسها، ويجعلنا نحارب طواحين المؤثرات الخارجية ونواجه الثقافات الغريبة عنا، بمركبات نقص".