انتحل وظيفتها وأتلف أجهزة باخرة الريف

ثلاث سنوات حبسا للتقني المزور

الإثنين 22 ماي 2006 - 12:26

قضت المحكمة الابتدائية بمدينة المحمدية أخيرا بثلاث سنوات حبسا نافذة في حق (ر.د) المتهم بانتحال صفتي تقني وضابط في البحرية، والنصب والاحتيال في ميدان الهجرة غير الشرعية مع حالة العود والسرقة وارتداء بذلة رسمية للبحرية التجارية بدون حق وإهانة الضابطة القضائ

خرج (ر.د) وهو عازب وعاطل، حديثا من السجن بعد قضائه عقوبة حبسية نافدة مدتها ستة أشهر بسبب ارتكابه لجرائم في النصب والاحتيال لكن السجن لم يكن قادرا على إقناعه عن العدول عن جرائمه الكثيرة، بل جعل منه (ر.د) مكانا للتفكير والتخطيط لجرائم أخرى أكثر دهاء وقوة.

انتظر أياما قليلة بعد خروجه، ليتمكن من التأقلم والاستئناس بما حوله ليخرج في صباح أحد الأيام، وكانت أول زيارة يقوم بها (ر.د) لمكتب الشركة العالمية للملاحة والنقل والتعاون بمدينة الدار البيضاء، خطط للعمل بها كتقني في صيانة البواخر.

واعتمد على اهتمامه منذ صغره بإصلاح بعض الآليات، جمع ما استطاع من معلومات عن الشركة وأعد ملفا مزورا به وثائق تثبت كفاءتة وتسلح بجرأته على الإقناع، فتمكن من ضمان المنصب الذي أراده، ومكنه مسؤولو الشركة من راتب شهري قار وسيارة للتنقل

مرت الأيام دون أن ينتبه لخداعه أحد من داخل أو خارج الإدارة، حتى حدث أن تعطل رادار إحدى البواخر التجارية بجزيرة الخزيرات، فاغتنمها مديره المباشر، لتكون فرصة للوقوف على مدى كفاءته في مجال صيانة البواخر، فعهد إليه مهمة إصلاحها، تردد (ر.د) قليلا قبل أن يقبل بالمهمة، فاعتمد على جرأته المعهودة، وبدأ رحلة الذهاب إلى الجزيرة.

استقل سيارته من مدينة الدار البيضاء في اتجاه ميناء مدينة طنجة، ركنها بمرآب الميناء، وركب الباخرة رفقة طاقم من البحرية التجارية، حيث تسلم بذلته الزرقاء الخاصة بالعمل، وعند وصوله إلى جزيرة الخزيرات، أرشدوه هناك إلى المكان المتواجد به الرادار المعطل

بدأ يفك أجزاءه دون انتباه للتيار الكهربائي، وعندما سحب بطاقتين ذهنيتين، انقطع التيار الكهربائي في جميع أجزاء الباخرة، فتوقف محركها، ولم يستطع التقني المزور أن يصلح العطب، مما دعا طاقم الباخرة إلى استدعاء تقنين آخرين، ضلوا يعملون بها مدة ثلاثة أيام.

وبلغت الخسائر الجسيمة لباخرة الريف حوالي 200 ألف درهم، مما جعل التقني المزور يفكر في الاختفاء بمجرد عودته إلى ميناء طنجة.

عاد (ر.د) رفقة طاقم الباخرة إلى مدينة طنجة، وخوفا من ملاحقته من طرف الشركة بعد أن اتضح أنه لا يعلم شيئا عن صيانة البواخر، هرب في اتجاه المجهول محتفظا بالسيارة وبطاقتها الرمادية والبذلة الزرقاء الحاملة لاسم الشركة، كما سرق قميصا صيفيا أبيض اللون يخص أحد البحارة وشارتين بدرجة قبطان بالبحرية التجارية فبحكم تمرسه في جرائم النصب والاحتيال، غادر الميناء وعاد إلى مسقط رأسه بمدينة المحمدية مستقلا سيارة الشركة، حيث بدأ هناك مسلسلا جديدا من عمليات النصب على المواطنين الراغبين في الهجرة غير الشرعية، واستطاع أن ينصب على تسع ضحايا

نصب (ر.د) المزداد سنة 1974 بالمحمدية على عدة ضحايا، إذ سلبهم مبالغ مالية متفاوتة بعد أن أوهمهم بإمكانية تهجيرهم إلى خارج أرض الوطن وتمكينهم من عقود عمل دائمة إذ كان يرتدي دائما الزي الرسمي للبحرية التجارية، ويقنع زبناءه بكونه رئيسا بصفة ضابط يعمل في باخرة في ملكية شركة (كوما ناف).

ولم يتوقف عند هذا الحد بل بدأ يناور للزج بأحد ضحاياه في السجن بعد أن كشف أمره
أبلغ عنه الشرطة ووصفه بالمجرم الخطير وبأنه يتوفر بمنزله على حجج تفيد تضلعه في الإجرام، غير أن المكلفين بالبحث معه تبين لهم ادعاءه الخاطئ من أجل تضليلهم وتحريف البحث، كما أبلغهم بوقوع جريمة خيالية تستهدف أمن وسلامة الدولة.

وكانت هذه المعلومات السبب الرئيسي في وقوعه في قبضة الشرطة، إذ وبعد تعميق البحث معه تراجع عن أقواله ليعترف بأنه سلب من الضحية وهو تاجر في الأثواب، مبلغا قيمته 55 ألف درهم، إذ تعرف عليه خلال تقدمه لخطبة ابنة عمته في شهر نونبر المنصرم، موهما عائلتها أنه قبطان في شركة "كوماناف".

وأكد له قدرته على تهجير شقيقه إلى خارج أرض الوطن، فأوقعه في الشباك وسلب منه المبلغ المالي من أجل تسليمه لبعض المستخدمين في الشركة الذين سيمهدون عملية التهجير.

كما منحه البذلة الزرقاء على أساس أن شقيقه سيرتديها ليصعد بها إلى إحدى البواخر التجارية دون أن ينتبه إليه أحد.

مرت الأيام واكتشف الضحية نصب المتهم، فطالبه بإرجاع المبالغ المالية أو سيتقدم بشكاية ضده، مما اضطره إلى منحه ورقة عدلية تثبت الدين، وبعد التوقيع على الوثيقة العدلية، بدأ المتهم يفكر في الإيقاع بالضحية عن طريق توريطه في قضية تدخله السجن وتمنعه من المطالبة بدينه أو كشف أمره.

كما أدلى أثناء مجابهته بجرائمه المتنوعة من طرف الضابطة القضائية بالمحمدية، بتصريحات مشيرا إلى وقوع جريمة تراجع عنها في آخر البحث على أساس أنها خيالية من وحي أفكاره، أراد بها تضليل البحث وكسب عطف الشرطة القضائية فأحيل بعد انتهاء البحث معه على أنظار المحكمة الابتدائية بمدينة المحمدية، بعد متابعته بتهم انتحال صفتي تقني وضابط في البحرية، والنصب والاحتيال في ميدان الهجرة غير الشرعية مع حالة العود والسرقة وارتداء بذلة رسمية للبحرية التجارية بدون حق وإهانة الضابطة القضائية وإزعاج السلطات بالإدلاء بتصريحات كاذبة والتبليغ بوقوع جريمة خيالية وخيانة الأمانة وإلحاق خسائر جسيمة بباخرة الريف التابعة للشركة العالمية للملاحة والنقل والتعاون.




تابعونا على فيسبوك