يؤكد شوكت عزيز، الوزير الأول الباكستاني، أن بلاده تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع المغرب في كافة المجالات ويقول إن العلاقات التاريخية بين البلدين تعكس عمق الروابط القائمة بين البلدين والشعبين.
غير أنه ركز على ضرورة الدفع بالعلاقات الاقتصادية نحو الأمام .
ويؤكد الوزير الأول الباكستاني، من جهة أخرى، دعم باكستان للحل السياسي لقضية الصحراء.
وذكر بدور البلدين في دعم قضايا الأمة الإسلامية والدفاع عن الصورة المشرقة للإسلام دين السلم والتآلف والاعتدال.
وعن موقف بلاده من الملف النووي الإيراني، يؤكد الوزير الأول الباكستاني، أن باكستان ضد انتشار الأسلحة النووية، لكنه يبرز أنه لكل بلد الحق في استعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأن باكستان تعارض استعمال القوة لمعالجة الملف النووي الإيراني.
ـ إننا نقوم بزيارة عدد من الدول في شمال إفريقيا : مصر وليبيا والمغرب ورغم قصر الزيارة التي قمنا بها للمغرب والتي لم تستغرق أكثر من 18 ساعة، إلا أنها كانت مهمة
لقد كنا نتطلع، ما دمنا في المنطقة، إلى تبادل الأفكار ووجهات النظر مع الحكومة المغربية ومع القطاع الخاص والمجتمع المدني، بشأن تعميق الروابط مع المغرب
تاريخيا، العلاقات بين المغرب وباكستان تتميز بالعمق والمتانة.
لقد حصل الدعم المتبادل بين البلدين في نضالهما من أجل الاستقلال، ويعتبر البلدان عضوين أساسيين في نطاق الأمة الإسلامية وفي إطار منظمة المؤتمر الإسلامي
ويسعى البلدان إلى العمل من أجل دعم قضايا السلم في العالم.
ونحن نتوخى توسيع حجم علاقاتنا مع المغرب، فالمغرب له مكانة متميزة في هذه المنطقة من العالم، وهو يشكل مدخلا نحو إفريقيا، وكذلك نحو أوروبا.
إن باكستان تضم حوالي 160 مليون نسمة، وهي تعرف نموا سريعا، ففي السنة المنصرمة سجل اقتصاد باكستان ثاني أسرع معدل للنمو في منطقة آسيا بعد الصين، وهذا من شأنه أن ينشئ أسواقا جديدة بالنسبة إلى البلدين لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والثقافية، أما علاقاتنا السياسية والديبلوماسية مع المغرب، فقد كانت دائما قوية، وبهذا الصدد فقد وقعنا الخميس الماضي، ثلاث اتفاقيات، الأولى تهم منع الازدواج الضريبي، والثانية في المجال الاقتصادي والثالثة في المجال الثقافي.
واتفقنا، كذلك، على إعادة تنشيط عمل اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي
يرافقني وفد من رجال الأعمال الباكستانيين الذين عقدوا لقاءات مع نظرائهم المغاربة في أفق توسيع حجم التبادل التجاري والاستثمارات.
وأذكر هنا، أن الشركة الباكستانية الخاصة تستثمر، هنا في المغرب، في قطاعات مختلفة، وهناك مجموعة أخرى مهمة ستستثمر 200 مليون دولار في مشروع لإنتاج حامض الفوسفور بالتعاون مع المكتب الشريف للفوسفاط، وتسهيل تصديره إلى باكستان، فذلك نعتبرها بداية لعلاقات قوية بين المغرب وباكستان.
ـ على مستوى الروابط بين شعبي البلدين، فقد كانت لنا فرصة للقاء ببرلمانيين مغاربة جاؤوا في إطار زيارة لباكستان، ونذكر بأن المغرب وباكستان باعتبارهما عضوين في منظمة المؤتمر الإسلامي، يسعيان، معا، إلى دعم قضايا الأمة الإسلامية، والتأكيد على أن الإسلام هو دين السلم والتآلف والاعتدال، وأن الإسلام يعارض الإرهاب، وأننا في حاجة إلى الوحدة ضمن الأمة الإسلامية لتسليط الضوء على قضايانا إن المغرب وباكستان يعارضان الإرهاب وملتزمان بمحاربته.
وهنا نذكر بأن باكستان بذلت جهودا كبيرة في هذا الصدد، بالنظر الى قربها من أفغانستان فبعد أحداث 11 شتنبر، كان هناك العديد من العناصر التي تحرض على الإرهاب، غير أن باكستان قاومت ذلك وأظهرت الشجاعة والثبات والقدرة على مواجهة التحديات التي تواجه العالم.
إن المغرب وباكستان، من جهة أخرى يدافعان عن اعتماد الحل السلمي للنزاعات، سواء تعلق الأمر بقضية كشمير أو بقضية الصحراء.
وبخصوص هاتين القضيتين، فإننا نتطلع إلى أن يقع حلهما بالاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة كقاعدة للسلم في المنطقة ونؤكد أنه بإقرار السلم سوف نتمكن من تحقيق التقدم ومع التقدم نحقق الازدهار.
ـ العلاقات الاقتصادية بين البلدين مازالت في مستوى أقل من القدرات والمؤهلات التي يتوفر عليها البلدان، لكن أمام هذه العلاقات فرصا عديدة لكي تتطور أكثر وهذا ما حاولنا أن نركز عليه خلال زيارتنا للمغرب، أي من خلال العمل على الرفع من حجم المبادلات التجارية والاستثمارات، كما سبق أن أشرت إلى ذلك، ولدينا فرص عديدة، فباكستان يعتبر سوقا كبيرا ويعرف نموا مضطردا، وكذلك الشأن بالنسبة إلى المغرب، فالمغرب يقدر سكانه بـ 31 مليون نسمة، وباكستان يضم حوالي 160 مليون نسمة.
في حين أن المساحة الجغرافية التي تفصل البلدين طويلة، إلا أنه في ما يتعلق بالتبادل التجاري والاستثمارات، فإن لا سبيل للحديث عن البعد الجغرافي، ولذلك آمل أن تساعد هذه الزيارة في تحقيق ذلك.
ـ لقد تناولنا مختلف القضايا والمواضيع : القضايا الأمنية، والديبلوماسية والاقتصادية والدفاع والتعاون.
ـ موقف باكستان بشأن الملف النووي الإيراني واضح جدا
أولا، باكستان هي ضد انتشار الأسلحة النووية، وهي ثانيا، ترى أنه يحق لكل بلد أن يستعمل الطاقة النووية للأغراض السلمية كتوليد الطاقة الكهربائية تحت إشراف ومراقبة وتوجيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتريد باكستان، ثالثا، حلا سياسيا للملف النووي الإيراني مبنيا على قاعدة الحوار
وباكستان، رابعا، ضد استعمال القوة لمعالجة الملف النووي الإيراني، ولذلك فنحن نأمل أن يقع تغليب الجانب الديبلوماسي، خاصة وأن ذلك سوف يخدم قضية السلم في هذه المنطقة من العالم.