أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية ليتوجه وفد رفيع المستوى، فورا إلى إسبانيا، للوقوف بعين المكان على تطورات حادثة السير، التي تعرضت لها حافلة صباح أمس الأحد قرب بلدة بيدريزويلا الإسبانية.
وأودت بحياة سبعة مغاربة، بينهم طفل رضيع يبلغ عمره 18 شهرا، وأصيب 28 آخرون بجروح، سبعة منهم في حالة حرجة.
وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء إن جلالة الملك قرر التكفل بمصاريف استشفاء وعلاج الجرحى، مبرزة أن الوفد يتكون على الخصوص من زليخة نصري، مستشارة جلالة الملك، بصفتها عضوا في المجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، ونزهة الشقروني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وبينما لم تعرف لحد الساعة أسباب الحادث، رجحت مصالح الإغاثة الإسبانية، أن يكون ناجما عن انفجار إحدى عجلات الحافلة المرقمة ببلجيكا، ما أدى إلى انحرافها عن الطريق في النقطة الكيلومترية 48، واصطدامها بشجرة.
وقال مصدر من مستشارية الصحة بمدريد إن الجرحى نقلوا إلى ثلاثة مستشفيات (12 أكتوبر، وبويرتا دي إيرو، وكريغوريو مارانون) ومصحتان (رامون إي كخال، وسان كارلوس)، وجميعها موجودة في مدريد.
وأشار متحدث باسم مصالح الإنقاذ الإسبانية إلى أنه يوجد من بين المصابين بجروح خطيرة، طفل عمره سنتان.
وذكر محمد الريحاني القنصل العام للمملكة بمدريد، في تصريحات للصحافة، أن القتلى المغاربة نقلوا إلى مستودع الأموات بمدريد، في انتظار تحديد هوياتهم.
ولهذا الغرض، سارعت سفارة المغرب إلى إحداث خلية أزمة بالقنصلية العامة للمغرب في مدريد، للتنسيق مع السلطات الإسبانية، ولمتابعة الاتصالات المكثفة مع السلطات البلجيكية، وكذا سفارة المغرب في بروكسيل، من أجل تحديد هوية ضحايا هذه الحادثة المأساوية.
وأكدت أجهزة طوارئ الطرق في منطقة مدريد أن الضحايا جميعهم مغاربة، في حين أوضحت وزارة الخارجية البلجيكية أمس أن اثنين من الركاب يحملان كلا الجنسيتين المغربية والبلجيكية.
وأفادت مصادر من الحرس المدني الإسباني، أن الحافلة، التي انقلبت في التاسعة صباح أمس الأحد، غادرت مدينة طنجة المغربية ليلة السبت - الأحد، وعبرت الجزيرة الخضراء باتجاه بلجيكا، مشيرا إلى أنها كانت تقل حوالي 34 راكبا جميعهم مغاربة، يوجد بينهما سائقان، وكان يفترض أن ينزل أربعة من الركاب في بوردو، وواحد في أورليان بفرنسا، و25 كانوا متوجهين إلى بروكسيل، في حين كان اثنان سيواصلان طريقهما إلى هولندا.
وذكر مسؤول مصلحة الاستعجالات الطبية الجهوية بإقليم مدريد، أن حوالي 16 سيارة إسعاف، وطائرتين من نوع الهيليكوبتر، وشاحنة مختصة في التعامل مع الكوارث، و13 وحدة طبية سيكولوجية، تعبأت للاهتمام بالضحايا والجرحى.
وقال خوصيه أنطونيو شينشون، عمدة بلدة بيدريثويلا، التي وقع بها الحادث، إن الحافلة صعدت عدة أمتار من فوق الحواجز الوقائية المتبثة على حافتي الطريق، موضحا في حديث إلى إذاعة »سير«، أن موقع الحادث في الطريق السيار(أ 1) والنقطة الكيلومترية 48، (يوجد به منعرج، لكنه لا يشكل خطرا على القيادة) .
من جهتها، أفادت سلطات مراقبة المرور بالطرقات بالعاصمة الإسبانية مدريد أن السائقين أخضعا لاختبار الدم، لمعرفة ما إذا كانت به نسبة من الكحول، مبرزة أن الاختبار أسفر عن نتيجة سلبية.
طريق سيار يقتل المغاربة ذكر تقرير إعلامي أن الطريق السيار بين مدريد وبورغوس كان مسرحا للكثير من الحوادث، التي أودت بحياة مغاربة مقيمين بأوروبا.
وقال مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد إن حادثة الأحد هي الثانية من نوعها المسجلة في أقل من سنتين.
وكانت حادثة مماثلة وقعت العام المنصرم، على المحور الطرقي ذاته، وأودت بحياة ستة مواطنين مغاربة، بالقرب من بلدة كوينتانابلا، في منطقة بورغوس.
وكانت الحادثة الأكثر خطورة سجلت في يوليوز 2000، وأودت بحياة 28 شخصا، أغلبهم من الطلبة.
وخلال العشر سنوات الأخيرة، سجلت 11 حادثة سير خطيرة، قتل فيها أكثر من ستة أشخاص.
وكانت الحادثة الأكثر دموية هي تلك التي وقعت في شتنبر سنة 1999، حين انحرفت حافلة عن الطريق بالقرب من سرقسطة (شمالا), وأودت بحياة 33 شخصا، وتسببت في جرح 20 آخرين.