متابعان بالقتل العمد والسرقات الموصوفة

اعتقال مروعَي شركات الحي الصناعي بالبيضاء

الأربعاء 25 يناير 2006 - 11:25

أحالت الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية أناسي بالدار البيضاء، أخيرا، على أنظار محكمة الاستئناف متهمين بالقتل العمد ومحاولات القتل والسرقات الموصوفة والضرب والجرح بالسلاح الأبيض وسرقة الخطوط الهاتفية.

ويتعلق الأمر بكل من م ا وع م اللذين اعتقلا، وهما متلبسان بسرقة الخزينة المالية لإحدى الشركات بالحي الصناعي عين السبع، وبعد التحقيق معهما تبين أنهما متخصصان في سرقة الشركات، وأنهما قتلا حارس إحدى الشركات دون أن يعلما بذلك.

أشارت عقارب الساعة إلى الخامسة صباحا، خرج محمد من المنزل وامتطى دراجته النارية متوجها نحو منزل صديقه، لم يكن محمد يعمل بإحدى الشركات، بل هو متخصص في سرقة الشركات، وقد ألف رفقة صديقه عبد الرحمن التوجه كل صباح باكرا لاحدى الشركات بالحي الصناعي لسرقتها.

انزوى محمد بمكان قريب من الحي، في انتظار مجيء عبد الرحمن، الذي تأخر قليلا
حضر هذا الأخير يحمل حقيبة بها أدوات العمل، سكينان وآلات حادة امتطى الدراجة وتوجها نحو الحي الصناعي.

بالقرب من احدى شركات الحديد، باستقبال العديد من الشاحنات التي تفرغ حمولتها من الحديد فيها تركا دراجتهما النارية وطرقا الباب.

فتح الحارس الليلي للمعمل، واستفسر عن حضورهما في هذا الوقت المبكر
فأوهماه بأنهما من أصحاب الشاحنات، وقد نسيا شيئا يخصهما بالداخل، أدخلهما الحارس وتوجه بهما نحو المكان المحدد، لكنهما استغفلاه وهويا على رأسه بالآلة الحادة، فأغمي عليه على الفور.

توجها مباشرة نحو مكتب الحسابات وسرقا مبلغ 20 مليون سنتيم، وخرجا فرحين تاركين الحارس غارقا في دمائه.

اكتشف عمال ومدير المصنع وفاة الحارس، فاتصلوا بالشرطة، التي حضرت برفقة الطبيب الشرعي، فتبين أن الحارس لفظ أنفاسه الأخيرة.

وبعد التحريات المكثفة لم تكتشف الشرطة الفاعل لكون المتهمين لم يتركا أي دليل على جريمتهما، ولكنها لم تنشغل عن تحرياتها في الموضوع.

مرت أسابيع على حادثة مقتل الحارس، وجلس محمد وعبد الرحمن في أحد المقاهي، يرسمان خطة جديدة لسرقة إحدى الشركات بالمنطقة ذاتها، وهذا ما تحقق لهما، إذ دخلا بالطريقة ذاتها لإحدى الشركات المتخصصة في صنع الحديد، وسرقا منها مبلغ ثلاثة ملايين، وبعد شهر آخر سرقا شركة أخرى مختصة في البطاريات.

وكانا في كل سرقة يحصلان على مبلغ مالي مهم يؤمن لهما مصاريفهما اليومية، ومستلزمات ادمانهما على المخدرات.

لم يفكر محمد وعبد الرحمن للحظة أن هذه السرقات ستجرهما إلى سنوات طويلة خلف القضبان.

إذ كانا حذرين جدا ولا يقومان بسرقات متتالية، بل متباعدة وفي أماكن مختلفة، لكنها جميعها في منطقة الحي الصناعي، وكانا في كل سرقة يستعملان آلة حادة أو سكينا لتهديد الحراس الليليين، وهذا ما دفع رجال الأمن إلى الاستنفار، بعد البلاغات المكثفة التي كانت تصلها من أصحاب الشركات والبلاغات عن السرقات التي يتعرضون لها.

في أحد أيام الشتاء الباردة، فكر محمد وعبد الرحمن في سرقة إحدى شركات الحديد التي راقباها من مدة طويلة، وعلما أن هناك العديد من سائقي الشاحنات يدخلون إليها لتفريغ حمولتهم من السلع فاتفقا على موعد للسرقة.

التقيا على الساعة الخامسة صباحا، وتوجها نحو الشركة، طرقا الباب وخرج الحارس، فصدم بوجود شخصين في ذلك الصباح المبكر.

ظن أنهما يبحثان عن عمل، وقبل أن يسألاهما بادراه بالقول، أنهما يرغبان في استرجاع شيء ما فقداه أثناء دخولهما بالشاحنة يوم أمس.

صدق الحارس ادعاءاتهما، وطلب منهما الدخول، وما إن وصلا إلى قلب الشركة، حتى أخرجا الآلة الحديدية، وانهالا عليه بالضرب على رأسه إلى أن أغمي عليه تركاه ساقطا على الأرض، وتوجها نحو مكتب الحسابات ليسرقا المال كالعادة.

في هذه الأثناء، اتصل صاحب الشركة بالهاتف الشخصي للحارس ليطمئن على أحوال سير العمل، لكنه تفاجأ بعدم اجابته رغم الاتصالات الكثيرة.

ظن المدير أن الحارس نائم لكن مع توالي اتصالاته دبت الشكوك إلى قبله، فتوجه مباشرة نحو مصلحة الشرطة القضائية بأناسي، وأبلغ الشرطة عن شكوكه، فسارعت هذه الأخيرة إلى عين المكان، وضبطت اللصين، وهما يهمان بسرقة الخزينة التي استعصى حلها عليهما وأخرتهما إلى أن حضرت الشرطة.

اقتيدا إلى المصلحة ونقل الحارس لتلقي الإسعافات الطبية بسبب قوة الضربة التي تلقاها على رأسه.

أثناء التحقيق الأولي والتفصيلي مع المتهمين، اعترفا بارتكابها للعديد من السرقات داخل بعض شركات الحي الصناعي، وأثناء سردهما لأسماء هاته الشركات، ذكر اسم شركة الحديد التي قتل حارسها في ظروف غامضة، فاكتشفت الشرطة أنها اعتقلت مروعي الشركات بالحي الصناعي عين السبع، وقاتلي الحارس الليلي.

كما اعترف المتهمان باعتدائهما على مجموعة من الحراس الليليين بالطريقة السالفة الذكر، وأنهما إلى جانب احتراف سرقة الشركات يسرقون خطوط هواتفها لكي لا يتمكن أصحابها من الاتصال بالشرطة إلا بعد تمكنهما من الهرب والاختفاء عن الأنظار.

دونت اعترافات المتهمين في محضر قانوني، وأحيلا على أنظار محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، لتقول كلمتها فيهما، وتوبعا بتهم القتل العمد ومحاولات القتل والسرقات الموصوفة والضرب والجرح بالسلاح الأبيض وسرقة خطوط الهاتف.




تابعونا على فيسبوك