طلب منه مفتاح محل تجاري وعندما رفض أجهز عليه بساطور

يقتل عمه ويكسر جمجمته أمام أبنائه انتقاما لكرامته

الثلاثاء 16 ماي 2006 - 11:05

أحالت الشرطة القضائية لأمن الحي المحمدي عين السبع، بداية الأسبوع الجاري على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، متهما بقتل عمه العجوز 76 سنة بسبب إهانته لكرامته أمام أبنائه وتابعته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار .

جلس لحسن شاب في الثلاثين من عمره بأحد مقاهي المدينة، وحيدا يرتشف قهوته
عمد إلى الجلوس لوحده ليستطيع أن يفكر في حل لمشاكله المادية التي يتخبط فيها منذ مدة، بل وتتخبط فيها عائلته الصغيرة ( أبواه وأشقاؤه).

اقتعد إحدى زوايا المقهى، وشرد لساعات قبل أن يهديه فكره إلى حل ظن أنه السبيل الوحيد للخلاص والخروج من الأزمة المادية تذكر لحسن المحل (كراج) المقفول منذ سنوات والموجود أسفل المنزل الذي يقطن به رفقة عائلته بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي، محل فارغ وغير مستغل من طرف والده.

كما تذكر أن المنزل والمحل في ملك والده وعمه الثري، أي في ملك الورثة، ولم يقسم بعد أو يحدد كنصيب لأحدهما ثم بدأ لحسن في نسج العبارات اللائقة التي سيفتح بها موضوع المحل لعمه لأنه من يحتفظ بالمفتاح الخاص به وعليه أن يقنعه بضرورة استغلاله
خلال الأسبوع المنصرم، أخبر لحسن والده بالموضوع ثم توجه إلى منزل عمه الموجود بمنطقة بنباديس بعين السبع، وهو عبارة عن فيلا فارهة، دق الباب بكل لطف انتظر بضع دقائق قبل أن يهم بإعادة قرع الجرس.

فتحت له الخادمة الباب وطلبت منه أن يستريح أخبرها أن تبلغ عمه بقدومه وقبل أن يحضر هذا الأخير، جاء بعض أبناء عمه الموجودين بالمنزل ورحبوا به، ودخل معهم في حديث مطول، يسألونه عن أحوال العائلة.

لم يرغب لحسن في الإفصاح عن سبب قدومه إلى أن حضر عمه استقبله بحفاوة قبل أن يعلم سبب قدومه وبكل خجل وخنوع وتلعثم في الكلام، أخبر عمه بحاجته الماسة إلى المحل، ليمارس فيه تجارة الخضار والفواكه، ليتمكن من إعالة أسرته وتغطية مصاريفه واحتياجاته والخروج من البطالة التي لازمته لسنين، وما إن طلب من عمه مفتاح المحل حتى استشاط غضبا وصرخ في وجهه طالبا منه التزام الصمت والكف عن الكلام.

وأمام أبنائه طلب منه الخروج من المنزل، معبرا عن رفضه الشديد لطلبه وفكرته بدعوى أن المحل في ملك الورثة ولا يمكنه تسليمه له، حاول لحسن أن يقنع عمه ويشرح له الظروف الصعبة التي يعيشها رفقة أسرته، إلا أن عمه زاد في غضبه وبدأ يشتمه ويهينه أمام أبنائه.

وطرده من منزله رغم محاولات أبنائه منعه عن هذا التصرف الذي يسيء إلى ابن عمهم الطيب اغرورقت عينا لحسن بالدموع إلا أنه استجمع قواه وخرج من بيت عمه، تفاجأ كثيرا بردة فعله لكن إهانته له أمام أبنائه وداخل بيته لم يستطع لحسن أن يستسيغها
وطوال مسافة الطريق الفاصلة بين عين السبع والحي المحمدي، وقبل الوصول إلى منزله، كانت عينا لحسن تشر غضبا وزادت حرارة أنفاسه قلبه سيخرج من بين ضلوعه، فقد أحس بالإهانة بعد أن مرغ عمه كرامته في التراب.

توصل لحسن إلى فكرة أن عمه العجوز الغني السبب الر ئيسي في بطالته وفي فقر والده لأنه حرمه من نصيبه في الميراث ولم يسمح له باستغلال المحل لتحسين أوضاعهم المادية عند الوصول إلى البيت، اقتنع لحسن بضرورة وضع حد لحياة عمه وبالتالي ضرب عصفورين بحجر واحد، الانتقام لكرامته وتمكن عائلته من أخذ نصيبها من الميراث
لكنه لم يتمكن من إخبار عائلته بما وقع له وتصرف عمه الوحيد اتجاهه.

نام والغضب يأكل أجزاء جسده، ولم يخفض له جفن وهو يفكر في طريقة لوضع حد لحياة عمه في صباح اليوم الموالي، صعد إلى سطح المنزل وحمل سكينا من الحجم الكبير ساطور أخفاه تحت ثيابه، ثم توجه نحو منزل عمه.

طرق هذه المرة الباب بكل قوته والغضب يفر من عينيه، وما إن فتح الباب أحد أبناء عمه حتى توجه مباشرة نحو عمه وأمام ابنه وجه له ضربات عديدة وأجهز عليه بالطعنات إلى أن تأكد من لفظه لأنفاسه الأخيرة.

وقف ابن عمه مشدوها أمام المنظر الغريب، والده يموت بطعنات من ابن عمه، لم يترك له لحسن المجال ليدافع عن والده أو يمنعه من ارتكاب جريمته وما إن قتل عمه حتى خرج لحسن مسرعا ولاذ بالفرار نحو وجهة مجهولة.

نقل الابن والده الغارق في الدماء على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، إلا أنه لفظ أنفاسه قبل الوصول إلى هناك فاستفسرت إدارة المستشفى الابن عن مصدر الطعنات والضربات في جسده، فأخبرها أن ابن عمه لحسن من قتله بواسطة ساطور.

اتصلت إدارة المستشفى هاتفيا بمصلحة الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي، وأشعرتها بضرورة الانتقال إلى المستشفى لمعاينة جثة شخص في السبعينيات من عمره، لكونه توفي نتيجة لنزيف حاد وكسور في الجمجمة.

وما إن وصلت عناصر الشرطة المحققة إلى عين المكان، باشرت تحرياتها بتسجيل أقوال ابن الهالك وأفراد عائلته الذين هرولوا بعد سماع خبر الاعتداء وحدوث الجريمة
كما استمعت الشرطة إلى أفراد عائلة المتهم لحسن الذي لاذ بالفرار وفي مدة وجيزة وبعد تشكيل فريق بحث، وتكثيف تحرياتها، استطاعت العناصر المحققة من اعتقال المتهم بمنطقة عين حرودة بالطريق الرابطة بين مدينة المحمدية والدارالبيضاء
أثناء التحقيق معه، اعترف بارتكابه الجريمة في حق عمه انتقاما لكرامته لكونه أهانه أمام أفراد عائلته، كما انتقلت معه عناصر الشرطة إلى المكان الذي ألقى به أداة الجريمة، وتمكنت من حجزها وأحالته بعد إنهاء التحقيق على محكمة الاستئناف بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.




تابعونا على فيسبوك