قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس في فرساي إن قوة الردع الفرنسية النووية "يجب ألا تقلق أحدا في ألمانيا"، مؤكدا أن نظرية فرنسا النووية لم تتغير
وأضاف شيراك في مؤتمر صحافي عقده مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل "أن الردع يبقى تأمين حياة لمصالحنا الحيو
من جهتها، قالت ميركل إنها لا ترى "أي شيء يمكن انتقاده" في النظرية التي تكلم عليها الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي وتطرق فيها إلى احتمال استخدام السلاح الذري ضد الدول التي تمارس الإرهاب.
وجاء كلام شيراك وميركل في ختام لقاء بينهما في إطار القمة الخامسة والعشرين غير الرسمية بين البلدين، والتقى شيراك ميركل في فرساي في إطار السعي إلى تقريب وجهات نظر البلدين من عدة ملفات حساسة خصوصا في ما يتعلق بالمؤسسات الأوروبية
وضحك شيراك وابتسم عندما سأله صحافي ألماني عن هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي في أعقاب محادثات مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في فيرساي غربي باريس.
وقال شيراك "لم يحدث أي تخفيف في شروط اللجوء لاستخدام السلاح النووي"
وأضاف "لا يجب أن ينتاب أحدا في ألمانيا على الأقل شعور بالقلق
لن يتم تحت أي ظروف استخدام أسلحة نووية في المعارك"، وقالت ميركل التي كانت تقف إلى جانبه "يتعين أن أقول إنني تابعت النقاش الذي دار في ألمانيا بقدر من الدهشة لأن ما قاله الرئيس الفرنسي يتفق بالطبع مع المبدأ النووي المعمول به".
وقالت "من المهم أن نوضح مرة أخرى أن هذا يتعلق بالردع ولا يوجد ما يدعو للانتقاد في هذا الشأن على الإطلاق"، مضيفة أنهما ناقشا تصريحات شيراك في أعقاب الضجة التي أثارتها بعض وسائل الإعلام الألمانية.
ووسع شيراك الخميس الماضي عقيدة فرنسا النووية بتوقعه الرد على الدول التي تمارس الإرهاب في حال تبين وجود خطر على حلفاء فرنسا أو مواردهم الاستراتيجية
ولم يذكر أي دولة بالاسم في حين تمر إيران بفترة شد حبال مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بعد استئناف أبحاثها النووية.
واعتبر أحد القادة الإيرانيين يوم الاثنين أن تصريحات شيراك هي "مبعث قلق على السلم"، مؤكدا "أن استخدام السلاح النووي أو التهديد باستخدامه لهجة تعود إلى القرن الماضي".
وأعلن حسين انتظامي الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن الوطني المكلف بالملف النووي "إن الأسرة الدولية التي عاشت التجربة المريرة للقنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية ترى أن ذلك يعتبر مبعث قلق على السلم في العالم إنه ليس أمرا خاصا بإيران".
من جهته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أول أمس انه يشاطر الرئيس الفرنسي جاك شيراك مخاوفه بشأن "الدول المارقة والتي تطور قدراتها النووية منتهكة واجباتها الدولية".
وسئل بلير عن تصريحات شيراك الأخيرة التي هدد فيها بالرد بوسائل غير تقليدية وبالتالي نووية على "قادة دول قد يلجأون إلى وسائل إرهابية"، فرفض أن يوضح ما إذا كان من الممكن أن تعتمد بلاده الموقف ذاته.
وقال "بالنسبة إلى ما قاله شيراك، لم أحلل بدقة كلامه لكنني أشاطره إلى حد بعيد ما قاله حول المخاطر الناتجة من دول مارقة والتي تطور قدراتها النووية بما يخالف واجباتها الدولية"، في إشارة واضحة إلى إيران.
وأضاف بلير "أعتقد أنه يجب علينا أن نكون حذرين جدا جدا" وقال "لن أعلن أي عقيدة نووية"، لكن "قائد أي بلد يعترف اليوم أن هذا هو الخطر الذي يجب علينا أن نواجهه وأن هذا الخطر تغير خلال السنوات الأخيرة".