تحت شعار هولندا عام 2005

كوميديا الاندماج في عرض مسرحي

الجمعة 13 يناير 2006 - 16:24
لقطة من المسرحية

استضافت أخيرا مدينة أوتريخت الهولندية، عرضا فنيا تحت شعار "هولندا عام 2005" وضم مواقف كوميدية تناولت الأحداث المهمة في عام 2005 .

وذكرت مصادر صحافية أنه لم يكن مفاجئا ـ بعد الأنباء التي تركزت هذا العام على قضايا الاندماج والاستيعاب والتسامح أو الافتقار لهذه الأشياء ـ أن يُطلب من "عبد الرحيم بونا" و"أمير أبي يعقوب" الاشتراك معا في العرض.

يقوم الاثنان بدور الهولندي "شاك" والمغربي "حسن"، وهما متناقضان تماما، ولكن جمعت بينهما وظيفتهما في الدهان والزخرفة.

"عاش "شاك" طيلة عمره في روتردام، ولا يعرف سوى روتردام، ويظن أن ما يعرفه بمثابة القانون، لا يعرف الكثير من الأجانب.

أما "حسن" فمغربي، وجاء إلى هولندا في سبعينيات القرن الماضي للعمل، والاشتغال في الأعمال التي لا يقبلها الهولنديون، ولا يعرف "حسن" سوى العمل وحده
" وذكر تقرير لإذاعة هولندا العالمية أن الكوميديا تتولد في العرض عن سوء الفهم بينهما.

إنها الحرب الكلامية فكل منهما يرى نفسه أحسن من الآخر لتضحك على الاثنين في النهاية "يضحك الهولنديون على "شاك"، ويضحك المغاربة على "حسن".

يشعر الهولنديون بشيء من التعاطف نحو "حسن"؛ فهم يحبونه، وهكذا الحال بالنسبة لـ "شاك" بالنسبة للمغاربة وفي الواقع فإن "عبد الرحيم" وأمير "مغربيّا الأصل
وقد أتى والديهما ـ كغيرهما ـ للعمل في السبعينيات؛ حيث كانت هولندا ـ وقتها ـ تعاني من قلة الأيدي العاملة.

وُلد كل منهما ونشأ وتلقى تعليمه في هولندا يقول "أمير" : "أرى نفسي مغربيا مندمجا، فقد درست في إحدى الجامعات الهولندية، وأعمل في وظيفة جيدة، كما أدفع الضرائب المفروضة عليّ، وأتحدث الهولندية؛ لكن الأمر ليس سهلا؛ فنحن مطالبون على الدوام، بإثبات هولنديتنا للشعب الهولندي".

أما "عبد الرحيم" فيقول : "أعتقد أنني لست هولنديًّا، لكن ليس بوسعي القول : إنني مغربي أيضًا؛ لأنني ولدت هنا في هولندا، وليس لدي خبرة شخص مغربي؛ فأنا في المغرب غريب، وفي هولندا غريب".


ويدخل "شاك" و"حسن" في أطروحات حول التمييز والثقافة واللغة, وقالت بعض المصادر إن العرض يتناول ـ ضمن عدة نقاط ـ شكوى "شاك" من الكثير جدا من الأشياء المحظورة "المحرمة" في الإسلام، ويسأل "شاك" "حسن" عن حكم الإسلام في مصاحبة الفتيات، ويأتي الرد من "حسن" بأنها حرام بالطبع.

يسأل "شاك" ثانية : إذن فلمَ أرى كثيرًا من المشاهد التي تجمع الشباب والفتيات المغاربة، وهم يسيرون مثنى مثنى؟ ويجيب "حسن" قائلاً : ما قلته هو الفكرة النظرية، وما تراه هو سوء التطبيق العملي.

وتضيف المصادر أن كلا من "شاك" و"حسن" قد وضع يده على قضية العصر
إنها الاندماج الذي يتحدث عنه الجميع بطريقة أو بأخرى وأثناء هذا الجدل يتراجع التسامح ـ الذي تشتهر به هولندا ـ شيئا فشيئا.

يقول "أمير" : "ربما كان موجودا منذ سنوات؛ لكني لا أراه الآن كل شيء يخص الهولنديين، وإذا تحدثنا عن الأجنبي؛ فهو لا ينتسب لهولندا.

وحتى لو كانت للأجانب الحقوق نفسها فالواقع يفرض ثمة اختلافا", وحتى لو كان "عبد الرحيم" و"أمير" يشعران بأنهما لن يُقبلا ـ بشكل كامل ـ في المجتمع الهولندي؛ فبوسعهما ـ على الأقل ـ السخرية من هذا الأمر، والشيء الوحيد الذي لن يستطيعوا التهكم عليه هو الدين.

"يمكننا أن نسخر من على أنف الحاخام والبابا، وقد نتهكم على الأئمة؛ لكننا لا نسخر أبدا من معتقداتهم؛ فنحن نريد من الناس أن يأخذوا ديننا مأخذ الجد؛ لذا فعلينا أن ننظر لدياناتهم بجدية".

وأضاف تقرير إذاعة هولندا العالمية هل يمكن للكوميديا ـ إذا لم تكن مبتذلة ـ أن تساعد في بناء جسور في مجتمع هولندي يتزايد في الانقسام؟ "نريد أن نجعل الناس يفكرون، وأن يروا الهولنديين والمغاربة في صورتهم الحقيقية؛ لأن كل شخص يرى الأشياء من زاويته ومن وجهة نظره الخاصة.

لابد من أن يكون الناس لطفاء وعطوفين مع بعضهم البعض أن تحترم أن يكون للآخر أفكار غير أفكارك، وأن تضحك معه وألا تهاجمه".




تابعونا على فيسبوك