يراهن حبيب المالكي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، خلال هذه السنة على "جودة تدبير الموارد البشرية"كشعار موحد تعقد بموجبه دورات المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
وشدد المالكي، الذي كان يتحدث الأربعاء الماضي في الدورة الرابعة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء الكبرى، على طبيعة العلاقة القائمة بين عنصري "الجود" باعتباره قيمة إنتاجية متطلبة للاجتهاد والابتكار والإبداع، و بين عنصر "الموارد البشرية".
من جهة أخرى، كـ "طرف محوري فعال ومؤثر في مسلسل الإصلاح وطبيعة هذا المستقبل وأضاف المتحدث قائلا "أملنا في ذلك أن لا تظل عناصر هذا الشعار مجرد متمنيات مجردة، بل أن تترجم كمشاريع، يلزم الجميع بلورتها على أرض الوقع بكل الجدية والفعالية المطلوبة على حد قوله".
وذهب المالكي للحديث عن ما أسماه كذلك بـ "بخارطة الطريق" التي ستقود، يقول الوزير، المبادرات الإصلاحية خلال ما تبقى من هذه العشرية.
واستعرض المسؤول الحكومي الغلاف المالي المخصص للميزانية برسم سنة 2006، وسجل الغلاف ارتفاعا بنسبة 12.74 % بالنسبة للمعدات والنفقات المختلفة و 12.70 % بالنسبة لميزانية الاستثمار، كما عرفت ميزانية الأكاديميات، يضيف الوزير، هذه السنة هي الأخرى ارتفاعا بنسبة 41.10 % مقارنة مع سنة 2005.
من جهته استعرض نصر الدين الحافي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء الكبرى، سلسلة الإنجازات التي تحققت خلال سنة 2005 و المشاريع المتوقعة خلال سنة 2006، مركزا على أهمية متابعة منجزات مخطط العمل الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات من أجل تطوير النظام التربوية بالجهة.
وأوضح الحافي واقع النهج التشاركي مع المجالس المنتخبة والمجتمع المدني والمؤسسات الصناعية بالبيانات والأرقام، مذكرا بمجهودات مجلس المدينة، مبرزا التنظيم الجهوي لخريطة مدينة الدارالبيضاء المدرسية ومواردها البشرية، والمناهج والمقررات التربوية، ونسب المتمدرسين وأعداد التلاميذ بمختلف الأسلاك وانتظارات الساكنة التي تعرف توسعا في هوامشها، وأثار الحافي موضوع المغادرة الطوعية، حيث طمأن المدير بأنه لم يكن لها أثر على السير العادي للدراسة وتم تجاوزه بعملية إعادة الانتشار والحركة الاستثنائية الوطنية .
وتناول نصر الدين الحافي الشراكات مع مكتب التكوين المهني في ما يخص التدرج المهني، والدعم المدرسي، وغيرها من المواضيع التي تستأثر بالرأي العام في مدينة الدار البيضاء.
وتميزت أشغال الدورة المذكورة، بكلمة محمد القباج والي جهة الدار البيضاء الكبرى، التي أكد من خلالها على أن مستقبل البلاد رهين بنجاح التعليم، وتناول المتحدث، موضوع الانقطاع عن الدراسة وعدم التكافؤ بين الأحياء.
وركز القباج في معرض حديثه على أن الدار البيضاء أريد لها، أن تتوجه إلى اقتصاد جديد، وما يقتضي ذلك من تكيف التعليم مع مستلزمات هذا الاقتصاد، وفي مقدمتها تأهيل العنصر البشري وشدد في قوله أنه يحكم بالموت على أي اقتصاد في غياب ما أسماه بـ »مناجم المادة الرمادية« في إشارة إلى الأدمغة .
وبعد المناقشة وتدارس تقارير اللجان، استمع الحاضرون إلى توصياتها، وصادقوا على مشروع مخطط العمل ومشروع الميزانية بالإجماع، ومن بين التوصيات المهمة، تلك المتعلقة بلجنة التنسيق مع قطاع التعليم العالي المنبثقة عن المجلس الإداري للأكاديمية التي أوصت بضرورة تنفيذ برنامج مشترك بين الأكاديمية وجامعتي الحسن الثاني وعين الشق.
يشتمل على محاور عديدة منها استيعاب المعارف والندوات التربوية والبرامج الجهوية والتقنيات في مجال الإعلام والتواصل واللغات والتداريب التكوينية .
وبخصوص لجنة التنسيق مع قطاع التكوين المهني، فقد أوصت اللجنة بتنظيم الحملة الإعلامية والتحسيسية في مدة أطول وفي الوقت المناسب، وتنظيم الأبواب المفتوحة لفائدة التلاميذ بالجهة مباشرة بعد انتهاء العملية الإعلامية، وإشراك كل الفاعلين المنصوص عليهم في الدورية المشترك بين وزارة التربية الوطنية وكتابة الدولة المكلفة بالتكوين المهني في جميع المراحل، واحترام فحوى المذكرة المشتركة بشأن تحديد مسطرة التوجيه إلى التكوين المهني من طرف الفاعلين المعنيين، وتوسيع الطاقة الاستيعابية لمراكز التكوين المهني خصوصا في بعض الشعب المحددة وتكوين لجنة تتـألف من المستشارين في التوجيه عن قطاعي التربية الوطنية والتكوين المهني من أجل التنسيق فيما بينهم ولبحث ودراسة كافة الجوانب المرتبطة بالنهوض بقطاع التكوين وتطويره،
وإنشاء موقع مشترك على شبكة الإنترنيت بين الأكاديمية ومندوبية التكوين المهني بالجهة لإتاحة الفرصة أمام الراغبين من التلاميذ للإطلاع على كافة المستجدات المتعلقة بالقطاعين وخصوصا بالتكوين المهني وخلق شعب جديدة ذات الاهتمام بالمجال السياحي من أجل كسب رهان عشرة ملايين سائح في أفق سنة 2010، وعلاوة على توصيات هاتين اللجنتين، صادق أعضاء المجلس الإداري على توصيات أخرى في مجالات متعددة .