ألف ياء

التراكم

الإثنين 23 يناير 2006 - 17:57

من بين الاختلالات الكبرى التي وقف عليها تقرير 50 سنة من التنمية البشرية في المغرب، هو مشكل التقاطع والتباعد وعدم اكتمال المشاريع المطروحة ووقوفها في منتصف الطريق، بالرغم مما يتطلبه أمر تدبيرها من موارد مالية ضخمة ذهبت مهب الريح وتضييع عشوائي للوقت والجهد

وفي كل مرة يعاد فيها الحديث عن طبيعة هذه المشاريع وأهدافها، يتم استبدالها بأخرى، ترصد لها بدورها ميزانيات مهمة، بدون أن يكون هناك أي خيط رابط بين جميع هذه المشاريع التي في الواقع تصب في اتجاه تحقيق أهداف لم تحقق، وقاسمها المشترك أنها استنزفت خزينة الدولة واستهلكت وقتا كبيرا على الفاضي، أضاع على بلادنا مناسبات سانحة، لتحقيق التنمية المنشودة في شتى المجالات الإنتاجية .

ويبقى المجال التربوي أحد القطاعات التي تأثرت بشكل سلبي من غياب ثقافة التراكم، باعتبار أن مجال الاشتغال في المنظومة التربوية سريع التحول والتأثر بالمتغيرات الخارجية والداخلية، فما لم يتدارك في حينه ويعالج في وقته، يصبح في الغد صعب تدارك نواقصه وتجسير هوته، خصوصا وأن المادة الخام التي يشتغل عليها قطاع التربية والتكوين هي العنصر البشري، الذي يبقى الحلقة الأساس لتحقيق الجودة المطلوبة في المنتوج التربوي.

ومن هنا، فالتراكم والاستمرارية وعدم مسح الطاولة عند كل اضطلاع بالمسؤولية، نقطة الارتكاز من أجل السير قدما إلى الأمام، عوض مراوحة المكان أو التراجع بخطوتين إلى الوراء مقابل خطوة إلى الأمام .




تابعونا على فيسبوك