منظار خاص يكشف عن دخول أجسام غريبة لجسم الطفل

الثلاثاء 18 أبريل 2006 - 18:46
البروفيسور محمد عبيد

تكشف مستعجلات الأطفال في المستشفيات المغربية، عن تعرض عدد كبير من الأطفال لحوادث طارئة، كأن يدخل جسم غريب إلى عضو من أعضاء الطفل، يهدد حياته ويعرضه للموت.وتعتبر السرعة في علاج هذه الطوارئ، الخطوة الأولى فـي طـريـق الشفاء، وتفادي المضاعفات الصحية الخطرة ال

٭ ما هي الأجسام الغريبة التي تشكل خطرا على حياة الطفل في حالة وصولها إلى جهازه التنفسي؟
ـ تعتبر حبات الحمص واللوز و الفستق وما شابهها، من أخطر الأجسام الصلبة التي تصل إلى الجهاز التنفسي للطفل، لكونها تحول دون وصول الأوكسجين إلى رئتيه.
كما يعتبر عظم الدجاج أو اللحم أو شوكة سمك، من الأجسام التي يمكن أن تظل عالقة بالجهاز التنفسي للطفل، قد تعرض حياته للموت نتيجة الاختناق.

وأشير إلى أنه بالإضافة إلى ما تحدثه هذه المواد الغذائية من مشاكل، فإن إهمال الطفل وسط لعب لا تناسب سنه كأن تكون من القطع الصغيرة، غالبا ما ينتج عنه دخول جسم صلب إلى جهازه التنفسي ، تتسبب له في مشاكل صحية خطرة أو في الموت الفوري، وهذه أسوأ النتائج في نظري.

وتظهر هذه الحالات عند الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين سنة إلى خمس سنوات
المرحلة التي يكون خلالها الطفل نشيطا وديناميا، يرغب في اكتشاف ما حوله من أشياء، فيضع أجسام غريبة في فمه.
فخلال هذه العملية يبلع الطفل الجسم الغريب فيصل إلى مسالكه التنفسية، مما يسبب له في مشاكل تنفسية جد حرجة.

وأخطر الحالات حين يصل الجسم إلى الرئة، وهو غالبا ما يقع للطفل ما بين سنة و3 سنوات من العمر. ويدخل الجسم الغريب إلى الرئة، حين يكون الطفل يجري أو يضحك أو عند سقوطه على الأرض، وكذا عند بكائه.
ففي مثل هذه المواضيع، يشهق الطفل فيسحب معه أشياء غريبة كانت في فمه أو بين يديه أو على الأرض، فتصل إلى جهازه الرئوي.

٭ هل هناك علامات يمكن من خلالها أن يتعرف الآباء على تعرض طفلهم لمثل هذا الحادث الطارئ؟
ـ هناك علامات أولية وعلامات ثانوية لكي يتعرف الآباء أو المربين على دخول جسم صلب غريب إلى المسالك التنفسية للطفل. ففي الأولى يسعل الطفل سعالا حادا، ويميل لونه إلى الزرقة بعد ثلاثين ثانية من دخول الجسم.

وما أود الإشارة إليه، أنه إذا مرت هذه الفترة دون مشاكل كبرى، يعتقد الآباء أن الطفل لم يتعرض لأذى من دخول الجسم، فيهملون الأمر،لكن الواقع أن الشيء الغريب يكون استقر في الرئة.
أما الأعراض الثانوية لدخول الجسم الغريب، فلا تظهر إلا بعد مرور مدة تتراوح ما بين أسبوع وشهر، خلالها يشكو الطفل من مشاكل تنفسية، وسعال حاد ، و إصداره لصفير نتيجة عملية التنفس، تشبه الحالات التي يشكي منها الشخص من داء الربو، إلى جانب إصابته بتعفنات في الصدر.

لذلك أهيب بجميع الآباء عدم انتظار ظهور الأعراض الثانوية، إذ من الواجب عليهم استشارة الطبيب المختص في علاج الأطفال، عند ظهور الأعراض الأولية لدخول الجسم الغريب، للكشف عنه بواسطة منظار خاص.

٭ ألا يكفي الفحص بالأشعة للكشف عن الجسم الغريب؟
- لا يعطي الكشف عن الجسم الغريب بواسطة الفحص بالأشعة نتائج مرضية، خصوصا بعد مرور 24 ساعة من تعرض الطفل لهذا الحادث الطارئ.
إذ هذا النوع من الفحص لا يظهر المواد الغذائية، اللهم إذا كان الطفل قد بلع مادة معدنية كمسمار أو قطعة معدنية أخرى، عكس المنظار الذي يكشف بدقة وبسرعة بالغة الأجسام العالقة.
فعند استعمال المنظار الخاص، يحتاج الطبيب إلى إخضاع الطفل لعملية تخدير، لذلك يتراجع الآباء عن التدخل في البداية ويؤجلون ذلك إلى حين ظهور الأعراض الثانوية وهذا خطأ.
وتكمن أهمية المنظار الخاص، كونه يصل إلى الرئة انطلاقا من الفم، ومرورا بالمرئ، يصاحبه لاقطا طبيا يزيل الجسم الغريب أينما صدفه.
وأشير إلى أنه في دول أوروبا يوجد من بين أربع حالات خضعت للفحص بالمنظار للتأكد من دخول جسم غريب، حالة واحدة بها جسم غريب.

أما في المغرب، توجد العديد من حالات الأطفال الذين يعانون دخول أجسام غريبة بشكل حقيقي إلى مسالكهم التنفسية، لكن لا يخضعون للفحص بالمنظار إلا بعد فوات الأوان أي وفاة الطفل، أو تعرضه لمضاعفات صحية جد حرجة في أحسن الأحوال.

٭ هل هناك إسعافات أولية يمكن اللجوء إليها لإنقاذ الطفل من اختناق محقق؟ ـ من الإسعافات الأولية ضرب الصدر لإدخال الجسم الغريب أو إخراجه، مع تمييل رأس الطفل وصدره إلى الأمام والأسفل، أو الضرب تحت مؤخرة العنق وأعلى الصدر لمساعدته على إخراج الجسم الغريب الذي يسبب الاختناق.

أما إذا تعذر إخراج الجسم، ما على الآباء سوى اللجوء إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن لإخراجه بالوسائل المناسبة ومنها المنظار الخاص.

وعلى العموم، أدعو إلى توخي الحذر مع الأطفال للحيلولة دون وصول أشياء غريبة إلى مسالكهم التنفسية خصوصا الرئة، مع الانتباه إلى اللعب المقدمة إليهم، التي من المفروض أن تناسب سنهم، مع الحرص على إبعادهم عن كل أنواع التغذية التي من شأنها إيذانهم ومساعدتهم على تناولها إذا دعت الحاجة.




تابعونا على فيسبوك