اختتام فعاليات مهرجان المسرح والثقافات

المسرح المغربي يحتفي بإبداعات فدريكو غارسيا لوركا

الإثنين 23 يناير 2006 - 14:16
فدريكو غارسيا لوركا

يختتم اليوم مهرجان المسرح والثقافات بالدارالبيضاء الذي خصص دورته الأولى للمبدع الإسباني الراحل فيدريكو كارسيا لوركا، واستمر المهرجان من 19إلى 24 من يناير 2006 .


واحتضن رحاب المركز الثقافي الإسباني عشية السبت الماضي في اطار فعاليات المهرجان الأول للمسرح والثقافات فيلمين إسبانيين الأول من إنتاج مشترك إسباني فرنسي، فيلم وهو قصير بعنوان "كلب الأندلس" للمخرج لويس بنيول والثاني فيلم وثائقي حول روائع المبدع "فيدريكو كارسيا لوركا".

الفيلم يندرج في خانة الأفلام غير الناطقة، أي الصامتة التي اشتهرت بها السينما في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وتطرق من خلال مشاهده إلى رؤية ونظرة الآخر وما يمكنها أن تسبب للبعض من مآس وصولا إلى الموت، كما سلط الضوء على المعاناة التي كان يعيشها الإنسان إبان تلك الحقبة الزمنية، قد تنتهي بالقتل.

"كلب الأندلس" فيلم سوريالي، ويعتبر رائعة من روائع المبدع الإسباني "فيدريكو كارسيا لوركا"، مبتغى جعل مخرج الفيلم لويس بانيول يشتغل عليه باحترافية الصورة أكثر ماهو قصة ويوصل الرسالة إلى المتلقي.

واعتبر بعض المشرفين على هذا الفيلم في نقاش جرى على هامش عرضه، بكون هذا الآخير شهد مخاضا قبل خروجه إلى الوجود ليصل بعد ذلك إلى المشاهد، ومن الأشياء التي لم تسمح بتصوير الفيلم آنذاك عدم توفر الإمكانيات وعدم وجود من ينتج ويدعم الفيلم، وكان السبيل هو تعاون مشترك مع الفرنسيين الذين يعرفون حق المعرفة "فيديريكو كارسيا لوركا".

الفيلم الوثائقي تناول حياة المبدع الإسباني لوركا من خلال أشعاره التي تغنى بها كبار المطربين الإسبان ، ويعتبرون كلماته ذات وقع وإحساس قوي، تجعل المستمع يحس بلذة الروح من خلالها ندرج في هذا الإطار فدرج قصيدة "القتارة" لنقف عند شذراتها البليغة
القيثارة يبدأ بكاء القيثارة.

تتكسر أقداح الفجر
يبدأ بكاء القيثارة غير مجد أن نسكتها تبكي رتيبة، كما تبكي المياه، كما تبكي الريح، فوق الثلج المتساقط، من المستحيل أن نسكتها
تبكي أشياء بعيدة
رمل الجنوب الساخن،
متعطش لكاميليا بيضاء
تبكي سهماً بلا هدف،
عشية بلا غد والعصفور الأول الميت فوق الغصن
أوه يا قيثارة يا قلباً جريحاً حتى الموت، بخمسة سيوف.

فيدريكو كارسيا لوركا من مواليد 1898 بقرية فونتي فاكيروس الغرناطية، ولد كارسيا لوركا في أسرة متوسطة قريبة من الغنى وكان طفلها المدلل.

بين أربعة أطفال لوالد مزارع ثري وأم معلمة أخذت على عاتقها تعليمه النطق، حيث كان يعاني لوركا من بعض المشكلات في بداية طفولته بسبب رهافته الشديدة والتحق بمدرسة ألميريا الريفية في مرحله دراسته الأولى، ولاحظ مدرس التربية الموسيقية موهبة لوركا في العزف على البيانو والقيثارة، حتى تمكن في سن الحادية عشرة من عزف مقطوعات لبيتهوفين.

وتعرض لوركا في هذه المرحلة لمرض خطير في حنجرته كاد يودي بحياته، إلا أنه لم يتخلى عن روح دعابته ومرحه أنهى لوركا دراسته الثانويه في غرناطة ودرس الحقوق والآداب في الجامعة وأظهر اهتماما لمسرح العرائس والدمى وقام بعمل كبير وهو في الجامعة وضع فيه خلاصه تجاربه ورحلاته، وبدأ بالتردد إلى المنتديات الأدبية وفي سنة 1919 انتقل إلى مدريد وأقام فى بيت للطلبه وتعرف هناك إلى سلفادور دالي وألكسندر رافييل ألبرت ولويس جونيل وبابلو نيرودا وأسس صحيفة مع أصدقائه لم يصدر منها سوى عددين، ثم سافر إلى أميركا وصدم في حضارتها فعاد مرة أخرى وبدأ في مشروع اعتبره حلم حياته، حيث بدأ في تعريف الريفيين على فن المسرح وكون فرقه مسرح الكوخ وفي عام 1933 أنشأ لوركا العديد من نوادي الثقافة في أنحاء إسبانيا المختلفه وفور عودته كتب مجموعته الشعريه "مجموعة شاعر في نيويورك" وهنا تعرف الناس على شخصية مغايرة للوركا.

وقد تسلم في عام 1931 مجموعة مسرح باراكا بعدها شارك باحتفالات الذكرى الثانية لإعلان الجمهورية وفي عام 1933 عرض مسرحيته "بوداس دي سانجر" وهي حكاية ريفية وضع فيها كل ما عاناه خلال تلك الفترة، ورغم أنه كان مقلا في كتابته للمسرح، لكن ما كتبه من مسرحيات مكّنته من بلوغ سلّم الشهرة وجعلته من أفضل كتّاب المسرح بإسبانيا، والعالم ككل.

فيديريكو غارسيا لوركا شاعر إسباني متميز قتله الحرس الأسود الفاشي عام 1936 وهو في الثامنة والثلاثين من عمره في غرناطة آوائل الحرب الأهلية التي قاد الثورة المضادة فيها الجنرال فرانكو، إذ نجح في عبور مضيق جبل طارق من جهة المغرب يقود أربع فرق عسكرية وكان يقول لديَّ هناك داخل إسبانيا طابور خامس.

من فرانكو جاء هذا المصطلح الذي أصبح شهيراً في عالمي السياسة والحرب
كان لوركا محسوباً على اليسار السياسي وكان معادياً للدكتاتورية أشهر أعماله مسرحية "عُرس الدم".

تميّز بطريقة جديدة في كتابة الشعر تمتزج فيها رمزية وسوريالية شعراء عشرينيات القرن الماضي الفرنسيين المعروفين مع أسلوب كتابة الحكايات التراثية الشعبية الأندلسية.

كما كان له هوى خاصاً بتراث وأغاني غجر الأندلس كتب عن لوركا ثلاثة من الشعراء العرب المعاصرين وهم حسب أقدمية تواريخ كتابتهم لقصائدهم الشاعر العراقي بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي والشاعر الفلسطيني محمود درويش.




تابعونا على فيسبوك