النظام التعليمي أداة لتكوين الرأسمال البشري

الباحث مصطفى محسن : التنمية البشرية إحدى مقومات الانخراط في العولمة

الإثنين 17 أبريل 2006 - 15:14

تعيش المؤسسات التعليمية بمشرع بلقصيري مهرجان أعراس المدرسة المنظم من طرف جمعية النجم الأحمر للتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية، وستمتد هذه التظاهرة التربوية المنظمة تحت شعار "المدرسة في قلب المجتمع" إلى غاية 30 أبريل.


وفي خضم هذه البرامج قدم الباحث مصطفى محسن عرضا حول "التربية ورهانات التنمية"، حيث تطرق للحديث عن معضلة التنمية والمتمثلة في بناء الدولة الوطنية والقطع مع مرحلة الاستعمار وبناء تنمية اجتماعية، إضافة إلى غياب مشروع مجتمعي ناظم لكل البرامج التنموية.

وأشار مصطفى محسن إلى التحديات التي تطرحها العولمة باعتبارها عاملا من عوامل إيقاظ الوعي بالتنمية البشرية سيما وأن المجتمعات الثالثة لا تملك مقومات الانخراط في العولمة والاستجابة لتحديات النظام الدولي الجديد، معتبرا أن التنمية البشرية إحدى مقومات الانخراط في العولمة.

وعلى اعتبار أن النظام التعليمي أداة لتكوين الرأسمال البشري على المساهمة في التنمية والانخراط في عالم العولمة كفاعل ومنتج وليس كمستهلك، أكد مصطفى محسن، أنه رغم ما حققته المنظومة التربوية العربية من إصلاحات على امتداد العقود والسنوات فإنها مازالت لم ترق إلى المستوى المطلوب والمطامح المرغوبة، ولكي تؤدي منظومتنا التربوية رسالتها وتقوم بدورها في مواجهة رهانات القرن وتحدياته ، يضيف الباحث، عليها أن توازن بين مجموعة من الدعامات الأساسية للتعليم وفي مقدمتها، تكافؤ الفرص التعليمية وتحقيق حد أدنى من التعليم لكل الأطفال بانتشالهم من الجهل والأمية، وجعل المتعلم محور العملية التعليمية وتمكينه من المعارف والمهارات التي تساعد على تحصين هويته الثقافية والانخراط في الحداثة، وتحسيس الشركاء والفاعلين بأن التربية مسؤولية الجميع، وانفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها السوسيو اقتصادي وذلك بالعناية ببيئة المتعلم المنزلية والاجتماعية والاقتصادية وتطوير الوسائل البيداغوجية، كما حث مصطفى محسن على ضرورة الاهتمام بالبحث التربوي واستثمار نتائجه في الرفع من الجودة والمردودية التعليمية الملائمة بين التعليم والتكوين وسوق الشغل، وكذلك ربط الأنشطة التعليمية بمتطلبات التصنيع والتحول التكنولوجي الذي تفرضه متطلبات التنمية .

وخلص مصطفى محسن في مداخلته إلى التأكيد على أن امتلاك المعرفة ضرورية حضارية لأن الصراع المستقبلي هو صراع المعرفة ومدى امتلاكها وإنتاجها، وتحقيق هذا المشروع التنموي المجتمعي رهين بتوفر الإرادة السياسية وإشراك كل الفعاليات التربوية والشركاء والفرقاء الاجتماعيين في صياغة المشروع لأن التربية قضية اجتماعية تهم كل الشرائح الاجتماعية وليس من حق جهة أن تستأثر بها دون الأخرى




تابعونا على فيسبوك