حفاظا على المنتوج الفني للمرأة القروية

الدعوة للحفاظ على فنأعيوع

الإثنين 23 يناير 2006 - 18:30

يدخل "أعيوع" ضمن الأشكال التعبيرية للمرأة القروية بمنطقة تاونات، اختصت به النساء في البادية لعرضه بلباس متميز على شكل عيطة زجلية ارتجالية مصحوبة بنغمات "الغيطة".

تغنت به المرأة القروية في المنطقة ذاتها منذ عهود مضت، غير أنه لم يعد ليتجدد بتجدد الأجيال فأضحى قاب قوسين من التلاشي.

هذا الفن التعبيري النسائي الفريد والوحيد بالمنطقة لم يكن ليتجاوز حدود نطاقه الجغرافي منذ أزمان، غير أنه مع ذلك كسر حاجز الطوق ومثل التراث الفني النسائي المغربي لأول مرة في المهرجان الخريفي الفني المنظم من طرف الجمعية الفرنسية للتراث الفني بالعاصمة باريس خريف قبل خمس سنوات، إلى جانب فرقتي "زنبا" و»شريفة« النسوية الأمازيغية بالأطلس المتوسط، وفرقة "رودانيات" النسائية للرقص والغناء بتارودانت، ومجموعة نسائية عن رقصة صوت "عدال" بتافراوت ورقصة "الكدرة" و"باب الصحراء"

ارتبط "أعيوع" في البداية باشتغال النساء في الأعمال الفلاحية عند عملية »الحصاد« وجمع غلة الزيتون وفي الأفراح والأعياد الوطنية والدينية، ورغم ما يتضمنه من قيم تراثية، فإنه مع ذلك لم يحظ بنصيبه من الاهتمام في التراث الشعبي الوطني
صفية اطريشة المرأة القروية الوحيدة التي مازال صوتها يشدو على نغمات"أعيوع"، تتأسف لمآل هذا الفن التعبيري بلهجة اجبالة ذات الرطانة الخاصة قائلة "ما لقيناش لمن نحفظوا أعيوع، بنات اليوم خصهوم غير العصري، وحنا دبا كبرنا وتنخافوا يموت معنا هاذ الفن الأصيل"

وإذا كانت صفية تتخوف على مستقبل هذا الفن الذي يجسد شكلا من أشكال التراث الفني النسائي بمنطقة اجبالة، فان زواله لاشك سيكون برحيل النسوة الثلاث اللائى أصبحن يتجاوزن العقد السادس من عمرهن، بالمقابل نجد أن الفن النسائي بالأطلس وسوس والصحراء مازال يحظى باهتمام الفعاليات الثقافية والفنية هناك، بل أصبح عنصرا في التنشيط السياحي بتلك المناطق.

في هذا الإطار وقبل فوات الأوان تعالت الأصوات في الآونة الأخيرة للمطالبة بضرورة الحفاظ على هذا اللون الفني النسائي التعبيري من التلاشي، وخلص المشاركون في ندوة الإعلام والتنمية المنظمة أخيرا بتاونات على هامش المهرجان الجهوي الثالث للثقافة والإبداع لجهة تازة الحسيمة تاونات بإصدار توصيات حول إيجاد السبل الكفيلة بالحفاظ على فن "أعيوع" والاهتمام به كلون فني تراثي في المهرجانات الوطنية والدولية للفنون النسائية.

إذ يتخوف العديد من المهتمين من تلاشي "أعيوع" الذي يعد برأيهم آخر الأشكال الفنية الشعبية للعنصر النسائي باجبالة تاونات، هذا في الوقت الذي تعرضت فيه العديد من الفنون الشعبية التعبيرية بالمنطقة نفسها للانقراض والتلاشي عن الحقل الفني والتي لم يعد لها ذكر سوى في مؤلفات الكتاب والباحثين حول التراث.




تابعونا على فيسبوك