إس أواس إستحدث رابع مشروع لها بعد آيت ورير وإمزورن ودار بوعزة

الجديديون يحظون بقرية للأطفال الأيتام والمتخلى عنهم

الثلاثاء 11 أبريل 2006 - 15:01

في غضون أشهر قليلة، سيصبح بإمكان الأطفال المتخلى عنهم أو في وضعية صعبة على مستوى إقليم الجديدة والنواحي، استعادة دفء الأسرة التي كان قدرهم أن يحرموا منها والعيش بالتالي في ظروف لائقة مثل باقي أقرانهم، بعد أن قررت الجمعية المغربية لقرى الأطفال(إس أو إس)، ف

ومن المنتظر أن تحتضن القرية، في مرحلة أولى 100 طفل في وضعية صعبة (أيتام أو متخلى عنهم )، على أن يرتفع هذا العدد مع مرور السنوات، خاصة بعد انتقال الأطفال إلى دور الشباب (إس أو اس ) وإخلاء مكانهم لأطفال جدد .

ويأتي إحداث هذه القرية الرابعة من نوعها بالمغرب بعد القرى الثلاث التي أنجزتها الجمعية، بكل من آيت ورير (ضواحي مراكش- و إمزورن (شمال المغرب) ودار بوعزة -نواحي مدينة الدار البيضاء)، استجابة للطلب المتزايد على الخدمات التي تقدمها الجمعية لهذه الفئة من الأطفال خاصة من طرف المؤسسات الخيرية، والتي تحول محدودية الطاقة الاستيعابية دون الاستجابة لها.

وقد وقع الاختيار على منطقة تقع وسط مدينة الجديدة، لإنجاز هذا المشروع الحيوي، وذلك تفاديا لبعض العوائق التي برزت مع التجارب السابقة التي أقيمت في ضواحي المدن، وخاصة على مستوى النقل والتطبيب.

ويشمل المشروع، الذي تبلغ تكلفته المالية الإجمالية سبعة ملايين و954 ألف درهم، بناء 12 شقة عائلية مجهزة مساحة الواحدة، منها 130 متر مربع بمبلغ 516 ألف درهم، ستحتضن كل واحدة منها أسرة مكونة من أم وثمانية إلى عشرة أطفال، بالإضافة إلى بيت للضيوف مخصص لزوار القرية.

كما سيضم المشروع إقامة لمدير القرية (أب كل الأطفال)، الذي يقدم الدعم والسند لكل الأمهات بالقرية ويسهر على حسن تسيير وتدبير شؤون الأسر داخل القرية يسانده في مهمته نائب للمدير وفريق من الأخصائيين البيداغوجيين، فضلا عن محترفات تربوية وورشات للخزف والفن التشكيلي وقاعة متعددة الوسائط وفضاء للألعاب الرياضية
وسيكون للمشروع إلى جانب مساهمته في حل الإشكال الاجتماعي المرتبط بوضعية الأطفال في وضعية صعبة على مستوى إقليم الجديدة والنواحي، انعكاسات اجتماعية أخرى تتمثل في توفير مناصب شغل لحوالي 400 أسرة بشكل مباشر، بالإضافة إلى الانعكاس الإيجابي على المحيط في ما يخص البرنامج الوطني لمحاربة الأمية، وذلك بتخصيصه المرافق التي يتوفر عليها للجمعيات العاملة في هذا المجال قصد الاستفادة منها .

وقد دشنت الجمعية، أخيرا، حملة لجمع الأموال الخاصة بهذا المشروع الاجتماعي، انخرطت فيه العديد من المؤسسات الاقتصادية والتجارية, كما ساهمت فيه مدينة سيت الفرنسية التي تربطها بمدينة الجديدة اتفاقية توأمة بمبلغ مالي أولي ستعقبه مساهمات أخرى.

وتعد إقامة هذا المشروع بحاضرة دكالة تأكيدا للنتائج الإيجابية والمشجعة التي أحرزتها مشاريع الجمعية السابقة بفضل الرعاية النفسية والتأطير البيداغوجي الذي استفاد منه الأطفال، إذ تشير معطيات الجمعية إلى أن عددا مهما من الأطفال نزلاء هذه القرى يتمتعون حاليا باستقلالهم الذاتي، واندمجوا بشكل تام في محيطهم العملي والاجتماعي
يشار إلى أن الجمعية المغربية لقرى الأطفال بالمغرب هي عضو بالجمعية الدولية لقرى الأطفال التي تتواجد بـ 132 بلدا وتدير500 قرية للأطفال عبر العالم.

وتنشط الجمعية التي تحظى بالرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء بالمغرب منذ سنة 1985 .

وتعمل الجمعية، منذ أزيد من عقدين على النهوض برسالتها الإنسانية، المتمثلة في منح أسرة وبيت دائم للأطفال المحرومين من الدعم والدفئ الأسريين ومواكبتهم في مختلف مراحل حياتهم، حتى تحقيق استقلاليتهم واكتساب مهارات مهنية وعلمية تيسر اندماجهم في محيطهم الاجتماعي.

وتستقبل الجمعية أساسا الأطفال نزلاء الخيريات، وتسعى للتهوين من معاناتهم من خلال توفير ظروف عيش كريمة لهم تماثل »قدر المستطاع« تلك التي يتمتع بها باقي الأطفال في كنف أسرهم، وذلك عبر توفير الوسائل الطبية والبيداغوجية الملائمة التي تمكنهم من تجاوز الإضطرابات النفسية التي يعانون منها جراء التخلي عنهم لسبب أو لآخر
(و م ع)




تابعونا على فيسبوك