زراعة الشعر

9 ساعات من العمل لنقل 1500 شعرة

الثلاثاء 11 أبريل 2006 - 12:39
حسن بناني

يؤكد الأطباء المتخصصون في الأمراض الجلدية والتجميل، أنه يمكن للشخص أن يتعرض لتساقط الشعر في وقت مبكر من العمر نتيجة اضطرابات هرمونية أو مشاكل صحية أخرى إلا أن البحث العلمي في المجال، مكن هؤلاء الأشخاص من تجاوز الحالة النفسية التي قد تنجم عن الصلع عن طريق

"الصحراء المغربية" حاورت حسن بناني، أخصائي في الجراحة التجميلية وزراعة الشعر ليطلعنا على مزيد من المعلومات حول الموضوع.

٭ ما هي الحالات التي يمكن خلالها للشخص إجراء عملية زراعة الشعر؟
ـ تجرى عملية زراعة الشعر للحالات التي يعاني الشخص فيها حالة تساقط الشعر الأولية ذات الارتباط بالاضطرابات الهرمونية، المعتبرة المسبب الرئيسي لتساقط الشعر.

إلا أن هناك حالات ثانوية يحدث خلالها تساقط للشعر، كتناول بعض الأدوية الكيماوية، أو تعرض لإرهاق نفسي وجسدي، أو عند الخضوع لعلاج بالأشعة كحالات الإصابة بأحد الأمراض السرطانية.

كما أن الإصابة بأمراض الكلي يمكن أن تتسبب في تساقط الشعر وفي حالات أخرى يمكن للمرأة أن تتعرض لحالات تساقط الشعر إبان الحمل وخلال شهر الحمل وما أريد التركيز عليه، هو أنه في مثل هذه الحالات الثانوية لتساقط الشعر، من الممكن أن يتعافى المصاب ويعود شعره إلى كثافته ونعومته وجماله وإلى حالته الطبيعية بعلاج طبي بسيط.

٭ حدثنا عن مسببات حالات تساقط الشعر الأولية؟
ـ يتسبب تكون أحد الأنزيمات لدى 60 في المائة من الأشخاص عبر العالم في الحالات الأولية لتساقط الشعر. وينتج الأنزيم عن تحول هرمون "التيستوستيرون" إلى نوع آخر من الهرمونات، تتوجه إلى جذور الشعرة فتحول دون نموها إلى أن يصل الشخص إلى حالة من الصلع.

ولكي أوضح الأمر أكثر، أذكر أن كل شعرة من شعر الإنسان تتوالد 25 مرة، وتصل كل مرحلة توالدها إلى 3 سنوات ما بين السن الرضاعة إلى بلوغ سن الكهولة ويساهم تكون الهرمون المسؤول عن تساقط الشعر في التقليص من عدد دورات النمو من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة وبناء على ذلك قد يشكو البعض ابتداء من 20 إلى 25 سنة من تساقط الشعر.

٭ هل من علاج طبي يمكن من خلاله توقف عمل الأنزيم المسؤول عن توقف نمو الشعر؟
ـ صراحة، لم يتوصل البحث العلمي والتجارب الطبية في مجال الأمراض الجلدية بعد إلى الحصول على مادة توقف نشاط الأنزيم المسؤول عن تساقط الشعر، وبذلك يغيب علاج خاص به.

ولحسن حظ الأشخاص الذين يعانون حالات الصلع، فإن تساقط الشعر من الرأس لا يكون كاملا، بل تظل مساحة منه تحتفظ بالشعر، وتسمى بالجهة "الأبوقراطية" استنادا إلى عالم الطب في عهد الإغريق "أبو قراط"، الذي كان يعاني من صلعا كليا في الرأس، عدا في الجهة التي بين الأذنين أو ما يعرف بمنطقة التاج، التي لم يؤثر عليها الأنزيم.

والعلاج الوحيد لحالات تساقط الشعر الأولية، يتم عبر أخذ الشعر من الجهة التي ظلت محتفظة بجزء من شعرها وتنقل إلى الجهة التي تساقط منها ليستمر وجوده طول حياة المعني بالأمر.

٭ هل تمس حالات الصلع الأولية الرجال دون النساء أم تمسهما معا؟
- يمكن للمرأة أن تخضع بدورها لعملية زراعة الشعر في الحالة التي تعاني فيها من صلعا هرمونيا ناتجا عن الأنزيم، لكن غالبا ما يكون الرجل أكثر استهدافا بالصلع من المرأة، لكون الأنزيم ينتج عن تحول هرمون "التيستوستيرون" الذكوري.

وبالمناسبة، أشير إلى أن هناك حالات تساقط للشعر ناتجة عن أسباب غير هرمونية، كالتي تنتج عن تعرض الشخص لحادثة سير أو التعرض لحريق.

٭ ما هي الطريقة التي تتبعونها في عملية زراعة الشعر؟
-طبيا توصل الباحثون والعلماء في المجال إلى وجود شعيرات رقيقة وراء العنق تناسب شعيرات الحاجب التي يمكن استعمالها لزراعة الشعر للذين يعانون حالات صلع أولية ومن مميزاتها أنها تعطي نتائج مهمة وعملية زرع الشعر عموما عملية بسيطة ومقننة في الوقت نفسه.

يمكن القول إنها منهكة للطبيب لأنها تستغرق ما بين 5 و6 ساعات من العمل حسب عدد الشعيرات المراد نقلها ومساحة الجزء المراد زرع الشعر به وعدد الشعيرات المرغوب في زرعها.

وأطلع القارئ الكريم، أن 500 نقلة من الشعر تتطلب 3 ساعات من العمل، و نقل 1500 شعرة تتطلب 9 ساعات، ويعزى الأمر إلى تعرض الشعيرات المنقولة من الجهة الإيبوقراطية للتكسر السريع.

٭ هذا يعني أن زراعة الشعر لا تجري إلا من شعر الإنسان نفسه؟
ـ نعم، لا يمكن إجراء عملية زراعة الشعر إلا من طرف الشخص نفسه، وبعد خضوعه لتخدير محلي في ظروف صحية مناسبة، وبحضور طبيب أخصائي في التخدير والتنويم إلى حين انتهاء الطبيب الأخصائي من التدخل الجراحي.

بعد ذلك يزرع الشعر بطريقة تحترم خلالها العديد من المعايير الطبية، ويزرع حسب الاتجاهات الطبيعية لنمو الشعر في الأمام بعد تكلل العملية بنجاح، يستدعى المعني بالأمر 48 ساعة بعد عملية زرع الشعر للاطمئنان على مكان الجرح ومراقبة تضميده أو تعرضه لانتفاخ، وتنظيفه لمنع حصول أي تعفن على مستوى الجهة التي خضعت للعملية، وبعد مرور 10 أو 15 يوما تأخذ الشعيرات المزروعة مكانها.

والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يبقى الطبيب والمعني بالأمر على تواصل دائم، إذ يستدعى الشخص بعد مرور ستة أشهر لمراقبة نمو الشعيرات المزروعة.

وأنبه إلى شيء مهم من المفروض أن يتفهمه الأشخاص، أن الشعيرات المزروعة تتعرض لعملية تساقط في الشهر الثالث من زرعها، لكن بعدها ينمو الشعر بشكل طبيعي وبشكل مسترسل، وتخضع لعملية "سقي" عن طريق الدورة الدموية.

٭ أغلبية الأشخاص يتساءلون حول المضاعفات الصحية عقب إجراء عملية زرع للشعر
ما رأيكم؟
ـ يجب أن نعلم جميعا، أن لكل عملية جراحية مضاعفات معينة، قد تكون خفيفة كما قد تكون متوسطة أو كبيرة وبالنسبة إلى عملية زراعة الشعر، أؤكد أن مضاعفاتها طفيفة جدا وغير خطرة لحد عدم الشعور بها.

ولتجنبها يجب على الطبيب أن يأخذ كامل وقته في تقديم شروحات للمعني بالأمر، وإخباره بالاحتمالات الممكنة وعرض صور نموذجية لعمليات زرع سابقة للاقتناع بالنتائج.

وأشير إلى أنه غالبا ما يخضع الراغب في إجراء عملية زراعة الشعر لعمليتين أو ثلاث للحصول على أكبر عدد ممكن من الشعيرات، مع مراعاة الجانب الجمالي والتجميلي
فبين كل تدخل جراحي وآخر 6 أشهر إلى 8 أشهر، تقل التكلفة عن التي يجرى بها خارج المغرب من دون أن تقل جودة عنها، علما أن الطبيب المغربي يتحقق.

٭ انطلاقا من تجربتكم المهنية ماهي الفئة العمرية التي تقبل على مثل هذه العمليات الجراحية؟
ـ يقبل على إجراءعمليات زراعة الشعر الشباب ابتداء من 22 سنة فما فوق عموما الإقبال على إجراء مثل هذه العمليات يكون بحسب التحمل النفسي لموضوع تساقط الشعر وتقبله من قبل المعني بالأمر.

وأضيف أنها عمليات تقبل عليها جل فئات المجتمع ومن مستوياتها المختلفة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية.

٭ ما هي الحالات التي من المفروض أن يمتنع خلالها الطبيب إجراء عملية زرع الشعر ؟
ـ من واجب الطبيب الامتناع عن إجراء عمليات الزرع بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون أحد الأمراض السرطانية أو عند الإصابة بحالات أمراض القلب الحادة لذلك على الطبيب أخذ كل الاحتياطات الطبية اللازمة، والحرص على حضور أخصائي التخدير خلال عملية زراعة الشعر.

٭ ما وضع الاختصاص في المغرب؟
ـ وضعها يسير نحو التقدم والتطور، العاملون بها يتمتعون بكفاءة عالية وبمهارة خاصة، وذلك بشهادة الخبراء وأشير إلى أن الخليجيين والأوروبيين من أولى الأشخاص المتوجهين إلى المغرب لإجراء عمليات زراعة الشعر، لاحترافية الأطباء و لانخفاض تكلفتها مقارنة مع دول أخرى دون أن تقل عنها جودة.




تابعونا على فيسبوك