جمعية الألفية الثالثة

طموحات تنموية لمنطقة تعاني الإهمال والتهميش

السبت 21 يناير 2006 - 15:19
خريطة لموقع حي الولاء

تحسين مستوى العيش وتأطير الشباب وخلق إطار طبيعي وبيئي ملائم للسكان، وتطوير قيم المواطنة والتضامن هي أهداف الألفية الثالثة، الجمعية التي تأسست على خلفية وضع جد متدني تعيشه منطقة سيدي مومن برمتها المنطقة تشهد خصاصا كبيرا يتمثل في انعدام المرافق الصحية والثق

وبالتالي تعتبر إنزالا إسمنتيا وبشريا لم يواكبه ما يحتاجه هذا الإنزال من مرافق وتجهيزات ملائمة، رغم حداثة الحي واحتضانه لأكبر مركب سكاني عصري هو التشارك.

من هذا المنطلق، تأسست الجمعية واشتغلت للدفاع عن مبدأ تحقيق ولو أدنى المستويات، وذلك منذ سنة 1997، حيث كانت تسمى بالوفاق، لكن مؤسسوها رأوا في الألفية الثالثة الاسم الذي يحمل الأمل والاستمرارية :

أمل سكان حي الولاء والتشارك، واستمرارية جمعية في أداء مهمتها الاجتماعية "نعمل من أجل تحقيق ولو جزء بسيط لساكنة استثمرت أموال العمر كله في شقق هناك
فمشاكل البيئة والصحة والمواصلات والتعليم وغيرها مازالت تنزل بكل ثقلها على الحياة هناك ونود أن نساهم بقدر الإمكان من التخفيف من حدتها على سكان المنطقة برمتها". يقول مصطفى مبصوط رئيس جمعية الألفية الثالثة، وهو يجهد مع أعضائها من أجل :

- إنعاش المصالح الاجتماعية والثقافية والرياضية والصحية لمنطقة سيدي مومن.
- تطوير قيم المواطنة والتضامن عن طريق تنظيم الأنشطة للتنمية البشرية.
- إرساء علاقات تعاون مع منظمات وجمعيات لها الأهداف نفسها.

مشاريع وطموحات

منذ تأسيسها قبل سنوات، وجمعية الألفية الثالثة تعمل من أجل التوعية والتحسيس : تحسيس المواطنين بأهمية العمل الجمعوي، وتحسيس السكان تجاه قضاياهم البيئية والصحية والسكنية.

وهذا ما جعل الألفية الثالثة تعمل على تنظيم تظاهرات الأيام المفتوحة حول التربية والثقافة والبيئة، وذلك للحث على المساهمة جميعا في نظافة الحي وحماية البيئة من 2 إلى 5 يونيو 2005. ثم مناقشة دور المجتمع المدني في تأطير الشباب في إطار ندوة 21 يونيو 2003 نظمتها بتعاون مع جمعيات محلية وجهوية.

إلى جانب مشاركة أعضاء الجمعية في أيام التكوين المستمر حول إعداد مشاريع، وفي المناظرة حول التنمية المتضامنة التي نظمتها شبكة جمعيات العرائش من 22 إلى 25 شتنبر 2005 .

والمساهمة في برنامج حي المواطن (2005 ) كأهم نشاط تشارك فيه على مستوى شبكة جمعيات حي الولاء، وهي الشبكة التي تضم أزيد من 20 جمعية تنسق بين جهودها وأهدافها في إطار نوع من التكامل، وتعتبر جمعية الألفية الثالثة أحد الأعضاء النشطين والمؤسسين للشبكة.

و كان حي المواطن من التظاهرات التعبوية التي تضمنت عدة ورشات بيئية وندوات حول التربية والأسرة، هدفها تعميم وترسيخ مقومات التنمية المستدامة وقيم المشاركة المواطنة وسط السكان ولدى الأطر الجمعوية والمنتخبين، من خلال منافسة بين الأحياء والمؤسسات التعليمية في إعداد وتنفيذ مشاريع بيئية صغرى تهم النظافة والبستنة والصيانة والترميم للشوارع والأزقة والمرافق العمومية لهذه الأحياء.

وكان حي المواطن مناسبة أيضا للتعرف على عدد من مشاكل وانتظارات وحاجات السكان وإمكاناتهم، وعلى جهود الجمعيات المحلية وقدراتهم وعلى فرص التعاون والشراكة مع الفاعلين والمتدخلين في تدبير التنمية المحلية بالمنطقة.

تتميز منطقة سيدي مومن، وحي الولاء بصفة خاصة، بكونها آهلة بالسكان وعدد أطفالها وشبابها يفوق بكثير عددهم في عمالات ومناطق أخرى.

ومع ذلك فالقاطنون بها يعتبرون أنفسهم أقل الناس حظا في الاستفادة من التجهيزات الأساسية والمرافق الحيوية التي من شأنها أن تبسط أسلوب الحياة وتوفر مستوى أفضل للعيش "لم نكن نعتقد ونحن نختار السكن في حي الولاء، أننا سنعاني من افتقاد الكثير من مقومات العيش الطبيعية فلا منتزها ولا حديقة ولا دار شباب يمكن أن تحتوي كل هذه الطاقات أكثر من ذلك، فإنه لا يمكن تصور منطقة مثل هذه، بخمس مدارس ابتدائية فقط، تصب كلها في إعداديتين، وبعده في ثانوية واحدة أصبح يضم القسم الواحد منها أزيد من 50 تلميذا".

يشرح رئيس الجمعية متسائلا عما إذا كان هؤلاء المتمدرسون يتلقون تعليمهم في ظروف ملائمة في ظل هذا الوضع، ومشيرا إلى أن مدرسة ابن نفيس لا تتوفر على واد حار وتستقبل أقسامها التلاميذ بسقوف مثقوبة "فهل يعقل هذا، في وقت تجهد الدولة من أجل تحقيق نفس ظروف التمدرس لجميع أبناء هذا الوطن على قدم المساواة؟".

هذا الوضع لم يترك جمعية الألفية الثالثة مكتوفة الأيدي بل جعلها تطرق أبواب السلطات المحلية والمسؤولين في المجالس المنتخبة سواء مجلس المدينة أو مجلس المقاطعة، من أجل انتزاع بعض المكاسب التي تظل لحد الآن جد متواضعة بتواضع الإمكانيات المتوفرة.

وهكذا، وبعد جهد جهيد، تمكنت الألفية الثالثة من خلق مركز صحي " نجد أنه لا يلبي حاجيات الساكنة، حيث يشرف عليه طبيب واحد لمنطقة آهلة بالسكان".

تناضل الجمعية أيضا من أجل تهيئة مطرح سيدي مومن، وهو عبارة عن مطرح للنفايات يتسبب في مشاكل صحية كثيرة للسكان، " فالمنطقة تقع بين المطرح المعروف بزبالة ميريكان، ومجموعة من المعامل الصناعية التي تنفث سمومها يوميا من الروائح الكريهة والتلوث الذي لا نعرف مدى حجم تأثيره على أطفال المدارس المحاذية له بالخصوص".

أيضا تسعى الجمعية إلى دفع شركة العمران (التشارك سابقا) إلى احترام دفتر التحملات الذي التزمت به أثناء تهيئتها للمنطقة السكنية.

"فالمصاعد مازالت معطلة في أزيد من 20 عمارة بالشطر5 و6 بسيدي مومن، و لم تلتزم الشركة المذكورة بصباغة واجهات العمارات، ولم توفر مرآب السيارات الخاص بأصحاب الشقق، وغيرها من التجهيزات الضرورية لمثل هذه الإقامات السكنية , وقد رفعنا تقريرا عن هذا الوضع للمعنيين بالأمر، لكن لم يحظ الأمر بأي اهتمام حتى الآن".

إعادة تأهيل مقلع سيدي مومن، قضية أخرى تحظى باهتمام الجمعية، فهي تريده مثلا مشروعا ترفيهيا لسكان المنطقة عوض أن يظل بقعة أرضية خالية لا تفيد في شيء والمنطقة بصفة عامة، بحاجة إلى مدارس جديدة وإلى فضاءات سوسيو ثقافية واجتماعية ورياضية، إلى جانب مكتبة تفيد الشباب الذين لم يعد لهم هم سوى القبوع في ناصية الأزقة والشوارع .

وتهتم الجمعية بالشباب بالدرجة الأولى في إطار مجموعة من الأقطاب المكونة على مستوى شبكة جمعيات حي الولاء، وهي : - قطب جمعية الآباء وأولياء التلاميذ - قطب جمعيات الأحياء- قطب جمعيات الأنشطة المختلفة - قطب البحث العلمي - ثم القطب قطب الشباب "الذي تطمح من خلاله الشبكة إلى تجنيد وتعبئة كل الشباب لمناقشة قضاياهم و إبراز كفاءاتهم الفكرية، وقد اكتشفنا بالفعل أنهم شباب حقيقيون ومجندون وقادرون على العطاء، إن توفرت لهم الإمكانيات" .

يقول مصطفى مبسوط كل لقاءات وتظاهرات الجمعية تساهم بشكل أو بآخر في تحسيس المواطن بأهمية محيطه والاعتناء به بالجهد الذي لا يتطلب إمكانيات مادية، لكن يعلق أعضاؤها كل الأمل على المستقبل، لأنهم يؤكدون على أنهم لن يذخروا أي جهد في سبيل أن يروا محيطهم السكني والبيئي في أحسن حال : "لقد استطعنا أن ننتزع، أخيرا، اتفاقية شراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية ومقاطعة سيدي مومن بموجبها سنحصل على مساعدة مالية من 30 مليون درهم في دفعتين.الأولى منها ستخصص لإنشاء ملعبين رياضيين، إذ ستمدنا الجماعة بالبقع المناسبة، ويبقى علينا أن نبحث عن موارد مالية إضافية لاستكمال المشروع" .

موارد الجمعية هي ذاتية، ومن مساهمات وانخراطات الأعضاء الذين يتشكلون بالأساس من السكان وبعض أصحاب المحلات التجارية.

ويبقى تنسيق مجهودات جمعيات الأحياء في إطار الشبكة هو العامل الأساس في تحقيق بعض المكتسبات للساكنة بصفة عامة وللتنمية "فتكتلنا داخل الشبكة يعطينا قوة أكبر للعمل الذي نعتبره قبل كل شيء عملا إنسانيا تطوعيا تفرضه النية الحسنة والإرادة الحاسمة في التطوير والتقدم وأملنا أن نكون ذات يوم في مستوى تطلعات السكان" يقول مصطفى مبصوط رئيس جمعية الألفية الثالثة، ونائب رئيس شبكة جمعيات حي الولاء.




تابعونا على فيسبوك