دخل المغرب، بعد محطة التداريب على عمليات التدخل الميدانية لمواجهة بؤر مفترضة مصابة بداء أنفلونزا الطيور، مرحلة عملية بوضع شبكة لمراقبة الطيور المهاجرة، موزعة على 40 منطقة رطبة، معروفة بالتجمعات الكبيرة لهذه الطيور، تعزز الإجراءات المتخذة، والرامية إلى مرا
وقال عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إن هذه الشبكة، تتوزع على مستنقعات اللوكوس السفلى، والمرجة الزرقاء /مولاي بوسلهام/، وضاية سيدي بوغابة /المهدية/، والبحيرات الشاطئية لسيدي موسى /الوليدية/، ومصبي وادي سوس وماسة، والبحيرة الشاطئية لخنيفيس /طرفاية/، وخليج الداخلة، باعتبارها مناطق تستقطب أعدادا هائلة من الطيور المهاجرة.
وزاد الحافي موضحا، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، أن وضع هذه الشبكة تطلب تعزيزات مهمة للآليات والمعدات والموارد البشرية.
وكان عبد العظيم الحافي، استعرض تطورات الوضعية المغربية أمس الخميس أمام لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، وأبرز أنه رغم كون المغرب يعتبر من أهم مسارات هجرة الطيور في العالم، ويشكل منطقة مهمة للتوالد والعبور، وقضاء فصل الشتاء بالنسبة للطيور المهاجرة، فإن احتمال اختلاط طيور مهاجرة حاملة للفيروس والقادمة من مختلف المسارات أمر غير وارد، لأن معظم الحالات، التي جرى رصدها في مناطق مختلفة من العالم، كشفت أن تنقل الداء وقع عن طريق استيراد دواجن حاملة لفيروس الأنفلونزا.
وأضاف أن المغرب اتخذ جملة من التدابير الوقائية، من قبيل مراقبة حالة وسلوك الطيور المهاجرة، وتحليل عينات من الحيوانات النافقة أو المريضة، وفق معايير مقننة دوليا، ومراقبة ضيعات تربية الدواجن، والقيام بعمليات تحسيس وتلقيح موظفي المياه والغابات، الذين يشتغلون بالقطاع، موضحا أن المصالح المختصة أخذت 323 عينة من الطيور النافقة أو المريضة، تشمل 52 صنفا، مبرزا أن التحليل، التي خضعت لها في مختبرات بيطرية كشفت عدم وجود فيروس الأنفلونزا في هذه العينات.
وشدد الحافي على أن عملية المراقبة لن تتوقف مع انتهاء موسم هجرة الطيور، خصوصا وأن الخطر قد يتجدد مع حلول خريف 2006، وذلك ارتباطا بالوضعية الصحية للبلدان، التي مسها الوباء، ليخلص إلى أن المغرب سيظل في حالة تأهب لمواجهة الانتشار المحتمل للوباء.
يذكر أن المغرب أحدث لجنة وطنية لمكافحة أنفلوانزا الطيور تضم قطاعات الصحة، والفلاحة، والداخلية، والخارجية، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والشؤون الإسلامية، والتجارة والصناعة، ومفتشية مصالح الصحة بالقوات المسلحة الملكية، والوقاية المدنية، والخطوط الملكية المغربية.
ويحتل قطاع الدواجن مكانة مهمة في الاقتصاد الوطني، حيث يبلغ رقم المعاملات 12.8 مليار درهم في السنة، ويوفر أزيد من 200 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر.
ويبلغ الإنتاج السنوي من اللحوم البيضاء 340 ألف طن، أي ما يوازي 50٪ من الاستهلاك الإجمالي للحوم، فيما يصل الإنتاج السنوي من البيض الموجه للاستهلاك إلى 3.3 ملايير بيضة، أي ما يعادل نسبة 100٪ من الحاجيات الوطنية.