أجيال بلا حدود جمعية كل الأطفال والشباب والكهول

في أفق تطوير علاقة مجتمعية أكبر مع كل الفعاليات الحية الأخرى

الجمعة 24 مارس 2006 - 14:29

أبت جمعية أجيال بلا حدود، إلا أن تكون جمعية لكل الفئات والشرائح الاجتماعية : صغارا وكبارا وكهولا على اعتبار أن كل المواطنين هم طاقات يجب تفعيلها وتحفيزها لتقديم الكثير مما عندها، فجاءت المبادرة من مجموعة منهم، يدعمهم في الأمر مكتب الأمم المتحدة للإعلام،

تأسست "أجيال بلا حدود" سنة 2004، وخلال سنتين من التواجد في الساحة الجمعوية استطاعت أن تكون لها مجموعة من المبادرات والأنشطة التي نظمت بهيكلة من ثلاث مستويات: جيل البالغين، جيل الشباب وجيل الأطفال.

وذلك في محاولة لإدماج كل الناس في هذه العمليات عبر مجلس لتنسيق الأعمال يضم مجموعة من الفعاليات التي ساهمت بشكل كبير في وضع التصور العام لكل الأنشطة، وهكذا تميزت سنة 2005 كسنة لانطلاقة حقيقية لعمل الجمعية، بشعارين مهمين: "ابتسامة" و"التفاتة"، في الوقت الذي شهدت فيه سنة 2006 انطلاقة قافلة التحسيس ببطالة الشباب كأهم تظاهرة تتوخى منها الجمعية معالجة موضوع الولوج إلى الوظيفة.

كانت "ابتسامة" أول عملية تقوم بها "أجيال بلا حدود" لفائدة الطفل في العالم القروي، حيث انتقلت لمدرسة عين القديد، التابعة لنيابة اقليم النواصر، لتنظم عدد من الورشات التعليمية والترفيهية، استفاد منها حوالي 600 طفل وطفلة، وتضمنت مسابقات في الرسم والصباغة والطبخ والموسيقى.

واستفاد منها حوالي 620 طفلا ودائما في إطار عملية "ابتسامة" كان للجمعية علاقات تشاركية مع مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، تقوم بموجبها بتقديم عروض ترفيهية وتنشيطية لفائدة الأطفال نزلاء المستشفى وخاصة في المناسبات الدينية، وكذا في اليوم العالمي للموسيقى.

ويذكر اليوم محمد أصمر علاقات الجمعية التفاوضية مع مستشفى الأمراض العقلية والنفسية "حيث قمنا بزيارة ميدانية إلى هذا المستشفى، وقدمنا اقتراحات بشأن تنشيط وتقديم حصص ترفيهية قد تساهم في المعالجة النفسية للمرضى".

وتنشغل الجمعية بمجموعة من القضايا الخاصة بالطفل وبالمشاكل المرتبطة به، ومن هذا المنطلق كانت مبادرة "التفاتة" التي هي عبارة عن برنامج تقوم بإعداد تصوره لتنتجه القناة الثانية في إطار شراكة تجمع بين القناة والجمعية.

وعن هذه الالتفاتة يقول رئيس الجمعية محمد أصمر"التصور هو إنتاج مجموعة من الأشرطة التلفزيونية عن مواضيع تهم الأطفال منها التسول، التشغيل، التشرد، الاستغلال الجنسي، الإدمان، الإعاقة، الأمية، وضعية الأطفال القرويين وغيرها من المواضيع التي من شأنها معالجة حالة من الحالات أو الوقوف على الوضعية في محاولة لاستقراء أو رصد الواقع وأسباب الظواهر الاجتماعية موضوع البرنامج".

وبالفعل، كان هناك اتفاق مبدئي مع القناة الثانية، تم خلاله إعداد برنامج نموذجي حول خادمات البيوت تناول تقديم الظاهرة و التحليل من قبل مختص اجتماعي وقد تكلفت الجمعية بتمويل البرنامج، إلا أن الأمر "مازال يحتاج إلى مجهود ضخم ماديا وتقنيا ونحن الآن في طور دراسة وتكوين خلايا تشتغل على هذه البرامج "يوضح محمد أصمر.

وتسعى الجمعية، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للإعلام، إلى إيجاد إمكانيات قروض صغرى تعطى لعائلات معوزة ويستفيد منها الأطفال، وذلك في إطار مبادراتها الاجتماعية.

اقتحمت "أجيال بلا حدود" المؤسسة السجنية أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، فكان دوري كرة القدم لفائدة نزلاء سجن عكاشة خلال السنة الماضية، فرصة رياضية واجتماعية للسجناء مكنتهم فيها الجمعية من معانقة ذويهم وقضاء ساعات ممتعة معهم لكن تريد الجمعية تجاوز ذلك بفتح آفاق أخرى في إطار تطوير هذه العلاقة و القيام بحملات تحسيسية حول المخدرات مثلا، أو تنظيم لقاءات للقصة القصيرة من خلال حكي السجناء على أساس تجميع عدد من الإبداعات والإنتاجات التي تغني الخزانة المغربية.

أيضا للجمعية برامج متعددة مع هذه المؤسسة، فقد نظمت خلال شهر مارس الجاري برنامجا ترفيهيا لفائدة أطفال موظفي المؤسسة السجنية "باعتبارهم معتقلين من نوع خاص" يمزح محمد أصمر، الذي يرغب أن يكون لأبناء هذه الفئة من الموظفين الذين لايتوفرون على الوقت الكافي للجلوس مع أبنائهم، فرصة ترفيه عن النفس.

وفي هذا الصدد "نقلنا هؤلاء الأطفال إلى ضيعة للخيول بطماريس رحب صاحبها بهم كثيرا معبرا عن تضامنه وتطوعه لاستقبال المزيد من الأطفال وحتى السجناء من أجل حصص في ركوب الخيل مجانا" يشرح محمد أصمر.

أيضا هناك برنامج الانقطاع المبكر عن الدراسة في العالم القروي، والذي انطلق بجماعة النواصر كنموذج، وشارك فيه تلاميذ ثانوية توفيق الحكيم وعدد من أطر الجمعية لكن أجيال بلا حدود تراهن على تلك القافلة التي انطلقت قبل أسبوعين لتلتقي الشباب.

وتبحث معهم آفاق التشغيل الممكنة على أساس توجيه صحيح يستهدف مؤهلات الشاب، لأن ـ برأي أصمر ـ الفشل في العثور على شغل راجع بالأساس إلى الاختيار والتوجيه الخاطئ ويقول: "لاقت هذه القافلة التي زارت مدن أكادير ومراكش وأكادير وسطات ومكناس وفاس، نجاحا مهما وتجاوبا كبيرا من قبل الشباب الذين التقتهم أطر القافلة من أعضاء الجمعية.

وكانت بالفعل قافلة ليست كغيرها من القوافل كما يد على ذلك شعارها حيث استطاعت التواصل مع 1500 شاب وشابة من مختلف الأكاديميات ونجاح هذه الفكرة التي جاءت في البداية على سبيل الاستئناس، يجعلنا نواصل التجربة بالتحضير للسنة المقبلة من الآن بهدف تطوير المبادرة والتقاء عدد من المشاركين الفاعلين ودعوة المؤسسات التعليمية و الشباب بصفة عامة، وفي أفق انخراط عدد من القطاعات الأخرى المعنية".

كلفة هذه القافلة هي 45 ألف درهم ساهم بها شريك الجمعية الأول مؤسسة التعليم التقني المزدوج "ETF Duale"، لكن الاستمرارية التي تنشدها "أجيال بلا حدود" تحتاج إلى مصاريف مادية مهمة، لذا نحاول البحث عن محتضنين، وهو أمر ليس بالهيّن في غالب الأحيان، والاعتماد فقط على انخراطات الجمعية ليس كافيا" يوضح أصمر مشيرا إلى أن الجمعية بصدد إعداد تقرير مفصل ستقدمه لمكتب الأمم المتحدة للإعلام لتتدارس معه الإجراءات التي ينبغي اتخاذها حتى يأخذ هذا العمل بعدا جديدا.

لأجيال بلا حدود نظرة مستقبلية نافذة، نظرة تعتمد القدرات الفكرية والمادية والعلاقاتية لكل الأعضاء والمنخرطين الذين يشكل الشباب منهم القوة الضاربة، فالجمعية تجند معها 400 شاب سنويا من مختلف الميادين، وتربط علاقات شراكة وتعاون مع كافة القطاعات المعنية من مثل الهلال الأحمر والتعاون الوطني، وتتطلع إلى شراكات جديدة مع قطاعات الشبيبة والرياضة والثقافة والسياحة والصناعة التقليدية "وقد كان هذا الطموح موضوع إرساليات في الموضوع من أجل تحيين مشاريع مشتركة" لا يبدو أن المشاكل التي تواجه أجيال بلا حدود قادرة على تثبيط عزيمتها في النهوض بالعمل الجمعوي رغم عدم تفرغ الفعاليات الناشطة "فالعملية التطوعية غالبا ما تستنزف الوقت الشيء الذي قد يحد من نجاعة بعض الأنشطة فقط لأنها تتباطأ.

لكن إيماننا بهذا الوطن يجعلنا نجتهد ونتحدى ضيق الوقت لننخرط في العملية التنموية التي تعتمد في جزء كبير منها على المجتمع المدني" يشرح محمد أصمر الذي يعتبر أن تعدد الجمعيات وتناسلها هو أمر إيجابي يدل على أن هناك إرادة في المساهمة والانخراط في تقدم هذا البلد، ومؤكدا على أن المغرب يعد حاليا نموذجا رائدا في هذه الحركة الجمعوية وفي تفعيل المجتمع المدني.

إذن، هي لقاءات يومية وأخرى دورية تسعى من خلاله الجمعية إلى إنضاج التجربة وجعل أجيال بلا حدود جمعية ترادف الإسم الذي تحمله ولهذا يتجند فيها طاقم من الكفاءات في ميادين التربية والتعليم والاقتصاد والمشاريع والطب كل منهم يقدم أفضل ما لديه للحصول على أفضل النتائج.

ساهمت تجربة رئيس "هؤلاء" الأجيال في الدفع بها إلى الأمام، حتى تكون الجمعية الوحيدة المصادق عليها من قبل الأمم المتحدة على الصعيد الوطني، فمحمد أصمر أستاذ اللغة الفرنسية، يتوفر على تكوين متعدد الاختصاصات بحكم ماض مهني يفوق 28 سنة، وإلى جانب ذلك هو مرشد تربوي في اللغة الفرنسية مما جعله يدرك تماما إشكالية التوجهات الخاطئة التي تعيق توظيف الشباب الحاصل على ديبلوم.

قام بعدة تكوينات مكنته من إعداد مشاريع تربوية بالخصوص، وبحكم هذه العلاقات الوظيفية وضع كفاءته رهن إشارة المعهد الفرنسي.

كما كان إشرافه على مشروع تجديد 47 مؤسسة، وهو مشروع مشترك بين وزارتي التربية الفرنسية والمغربية ومن ثمة اختياره على مستوى البحث البيداغوجي والتأطير سيما في مجالات التعلم الموازي والبحث في المقاربات الديداكتيكية.

يعتبر محمد أصمر من المدافعين عن الاستقلالية في التعلم، فكان رئيس ورشة نظمها المعهد الفرنسي حول أجرأة المبادئ العامة وتوجهات التعليم المستقل تكوينه التربوي أهله أن يصبح مكونا في تقنيات التواصل بشتى تجلياتها.

كل هذا لم يحل دون انخراطه في العمل الجمعوي، وقد خاض بهذا الشأن تجربة سابقة مع كل من اليونسكو الجمعية المغربية لمحاربة السيدا و "أناييس" ونادي الليونس قبل الاستقرار في أجيال بلا حدود.




تابعونا على فيسبوك