دكتاتورية أوزال

الجمعة 20 يناير 2006 - 13:18
محمد أوزال

جاء القرار الفردي لمحمد أوزال، بتأجيل مباريات الدورة الـ 16للقسم الأول، و17 للقسم الثاني، لدوري المجموعة الوطنية لكرة القدم، والذي لم يستشر فيه مع رؤساء الأندية، ولا مع أعضاء مكتب المجموعة، ليبرز بالملموس دكتاتورية التسيير، وانفراديته في هذا الجهاز الكروي

فحسب مصادر مقربة من المجموعة الوطنية لكرة القدم، جاء قرار التأجيل بمبادرة فردية من أوزال، بعد انتفاضة نادي الوداد الرياضي على قرار سابق بتأجيل مباراة الجيش لوحده، لغياب ثلاثة من لاعبيه وسفرهم مع المنتخب الوطني إلى مصر، إلا أن احتجاج نادي الوداد وتهديد مسؤوليه بالإضراب عن لعب مباراة الدورة 16 في المحمدية أمام الشباب في حال لم تعامل الأندية على قدم المساواة، دفع أوزال إلى اتخاذ قرار تأجيل جميع المباريات ودون استشارة أحد .

وصدور قرار انفرادي كهذا، ومن أوزال بالضبط، ليس بشي غريب أو جديد، لأن رئيس المجموعة ونائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المستقيل، ورئيس اللجنة المؤقتة المشرفة على تسيير الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، سبق له أن اتخذ قرارات عدة وبشكل انفرادي، ومنها القرار الأخير حين تعيين تروسيي مدربا للمنتخب الوطني، وما تسبب على إثره من خسارة لخزينة الجامعة لمبالغ ضخمة، منبعها المال العام .

والمتأمل في وضع جامعة كرة القدم، وكذا المجموعة الوطنية والطريقة التي يسيران بها، يلمس بشكل واضح العشوائية والدكتاتورية في اتخاذ القرارات، والتعامل مع باقي الأعضاء الذين لا يشكلون بالنسبة لأوزال ومن معه سوى "خضرة فوق طعام".

ويبدو أن كل ما تعرض له "الرجل العصامي" من هزات وانتقادات بعد الأخطاء المتتالية التي ارتكبها سواء خلال تسييره للجامعة أو المجموعة أو حتى ناديه الرجاء ورئيس اللجنة المؤقتة المشرفة على تسيير الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، جعلته أكثر تصميم على سيره نحو إغراق الكرة المغربية، ولما لا، الرياضة المغربية، في المشاكل والإخفاقات، وربما أوزال قد اكتسب أيضا الذكاء والدهاء، من خلال اتباعه ما يعرف لدى مدربي كرة القدم بـ "تنويم المباراة"، وربما هو الأمر نفسه الذي جعله يقدم إلى جانب زميله أحمد عمور الكاتب العام للجامعة الاستقالة، خشية من تضاعف العقاب في حال خروج المنتخب الوطني بشكل مذل، هنا فقط نقول إن أوزال ومن معه كانوا أذكياء حين تنحوا عن مقاليد تسيير الجامعة، ونجحوا في »تنويم« المغاربة بالابتعاد عن الساحة مؤقتا، وترك الأمور تسير تلقائيا حتى إذا هبت الرياح بما يشتهي أوزال ومن معه فسيكون أكبر رابح، لكن إذا حدث العكس فمزبلة التاريخ نصيبهم .

كرة القدم في المغرب هي من حق المغاربة ومتنفس من المتنفسات القليلة، للتخفيف عن أعبائهم، وبالتالي لابد أن يرقى مستوى هذه اللعبة إلى طموح هذا الشعب، الذي لن يكون راضيا إلا بإصلاح شؤونها والسير بها إلى مصاف الكبار قصد الوصول إلى ما وصلت إليه بعض الدول العربية مثل تونس أو الإفريقية مثل جنوب إفريقيا .

لابد أن يتحرك المسؤولون لوضع حد للتسيب الذي تعيشه هذه المؤسسة، ولابد من إعادة النظر في إدارتها، حتى تتمكن كرة القدم المغربية من مواكبة التقدم الحاصل في المغرب، لا بد أن يبعد كل الأشخاص الوصوليين، الذين تسلقوا درجات الرياضة للوصول إلى المناصب .

ولابد أن يتحرك الجميع من أجل تطوير كرة القدم في المغرب وتحسين المنتوج الذي لا يضخ في خزينة المغرب أي شيء عكس دول أخرى من العالم الثالث أصبحت الرياضة اليوم تساهم في نموها الاقتصادي بنسب عالية .




تابعونا على فيسبوك