تقرير للمنظمة العالمية للصحة

عدوى الأنفلونزا تطارد الطيور المهاجرة والداجنة

الثلاثاء 21 مارس 2006 - 14:25
انتشار عدوى الأنفلونزا مخيفة

كشفت المنظمة العالمية للصحة، أن أنفلونزا الطيور الناتجة عن النوع " أ " فيروس معدي يصيب الطيور بمختلف أرجاء المعمور، إذ يمكن للأنواع المتوحشة من الطيور أن تكون حاملة للفيروسات المسؤولة عن الأنفلونزا دون أن تظهر عليها علامات مرضية واضحة.

وأفادت المنظمة في تقرير أصدرته أخيرا، أن الفيروس يتطور لدى الطيور الأليفة، متسببا في ظهور نوعين من المرض، الأول كثير الحدوث ولا يشكل خطورة، والثاني ناذر الحدوث وغالبا ما يكون قاتلا.

إذ في الحالة العادية، تتلخص الأعراض المرضية في ظهور تأثيرات طفيفة على الجهاز التنفسي، غير أن النوع الثاني، يتميز بكونه داء خطير وسريع الانتشار،إذ لا يكتفي بإصابة الجهاز التنفسي بل يصيب أعضاء وأنسجة أخرى في الجسم، فيتسبب في حدوث نزيف داخلي قوي، وهو ما يطلق عليه بـ "إيبولا الدجاج".

وللذكر، وصل عدد المتوفين به إلى 100 بالمائة في ظرف لا يتعدى 48 ساعة من الإصابة به حين ظهر لأول مرة في إيطاليا عام 1878 م.

ويشير تقرير المنظمة العالمية للصحة، إلى أن الأنواع الجزئية لفيروس الحمى، HA16 المسمى "ايماكلوتين" وفيروس 9NA "نورامنيداز" تصيب الطيور المتوحشة نظرا لحركيتها ونشاطها، إذ غالبا ما ينتهي التشخيص لدى الطيور المتوحشة بوجود هذه الفيروسات
ويضيف تقرير المنظمة، أن كل الإصابات الناجمة عن أنفلونزا الطيور لازالت في الوقت الراهن ناتجة عن فيروسات H5 وh7 ، التي تتميز بمجموعة خاصة من الأحماض الأمينية، التي تميزها عن باقي الفيروسات الأخرى لأنفلونزا الطيور والذي يعطيها طابع الخطورة الزائدة.
ويفيد التقرير أنه بحسب الدراسات الحديثة في المجال، فان فيروسات H5 وh7 بإمكانها أن تصبح ناقلة للمرض من درجة عالية بعد مكوثها لمدة طويلة في تجمع للطيور
إذ تتوافر عناصر متعددة، تؤكد أن الطيور المتوحشة المائية أو البرمائية، تتسبب في انتقال العدوى لدى أغلبية الطيور الأخرى.

وأكدت المنظمة العالمية للصحة أن فيروسات أنفلونزا الطيور تنتقل بسهولة من ضيعة فلاحية إلى أخرى بحسب تنقلات الطيور والأشخاص، وبخاصة "عندما تكون الأحذية والملابس والسيارات والتجهيزات والأطعمة والأقفاص مصابة بالعدوى"، وأن الفيروسات الحاملة للعدوى بشكل كبير يمكنها أن تعيش لفترة أطول خاصة عند انخفاض درجة الحرارة.
وأوضح تقرير المنظمة، أن فيروسات HSN1 بإمكانها أن تعيش على الأقل 35 يوما في وسط حرارته لا تتعدى أربع درجات مائوية، كما بإمكانها أن تعيش لمدة ستة أيام في وسط ترتفع حرارته إلى 37 درجة مائوية.

ودعت المنظمة إلى اتخاذ جملة من الاحتياطات ضد النوع الأكثر خطورة من المرض، من خلال التخلص الجيد من جثث جميع الطيور المصابة أو المعرضة للإصابة، مع الحرص على تطهير الضيعات الفلاحية وتطبيق احتياطات صحية صارمة أو ما يسمى بـ "الأمن البيولوجي"، إلى جانب تطبيق إجراءات وقائية عند نقل الدواجن داخل البلد نفسه أو خارج الحدود.
واعتبرت المنظمة، على المستوى اللوجيستيكي، انه من السهل تطبيق الاحتياطات المطلوبة في الاستغلاليات التجارية الكبرى التي تضم عددا كبيرا من الطيور، غير أنه بالمقابل يصعب تطبيقها في القرى والحظائر غير الخاضعة للمراقبة.

وأفادت المنظمة العالمية للصحة، انه في حال ما إذا تبين أثناء عملية ذبح أو قتل الطيور كإجراء أولي لا يمكن القيام به حينئذ، فانه يتوجب في هذا الصدد اللجوء إلى عملية التلقيح كإجراء استعجالي إضافي، غير أن ذلك يتطلب استعمال لقاحات ذات جودة مضمونة، وفي حال ما إذا جرى استعمال لقاحات ذات جودة رديئة أو لا تتلاءم ونوع الفيروس، فان ذلك قد يؤدي إلى تسريع وثيرة انتقال العدوى.

ويضيف التقرير أن انتشار الفيروس يجعل إصابة العنصر البشري بالعدوى جد محتمل، على اعتبار أن هذه الطيور حرة في التحرك للبحث عن الطعام والماء، كما أن الفقر يزيد من تعقيد المشكلة، إذ يصعب مع هذا الأمر إضاعة مورد أساسي للتغذية والدخل، حيث تضطر العديد من الأسر إلى استهلاك الدواجن بشكل مستمر رغما عن كونها ميتة أو أظهرت علامات للمرض، وتجنب إخبار السلطات بحالات وفيات الدواجن.

كما يعتبر غياب أي تعويض عن الطيور النافقة، أمرا لا يشجع أصحاب الدواجن على التصريح بنفوقها، والأكثر من ذلك فانهم قد يقومون بذبحها واستهلاكها كتعويض عن الضرر المادي.




تابعونا على فيسبوك