مر حوالي شهر على العثورعلى جثة رجل بمدينة سطات، ولازال البحث جاريا للكشف عن هوية صاحب الجثة، التي ستمكنهم من الاهتداء إلى مرتكبي الجريمة ودوافعها
تقدم م م يوم 20 دجنبر الماضي على الساعة السادسة والربع مساء، إلى مقر الشرطة القضائية بمدينة سطات، وهو ي
كانت الحروف متقطعة والكلمات متداخلة، لم يستوعب منها الشرطي الكثير
هدأ من روعه وأدخله إلى مكتب رئيس الشرطة القضائية الذي استقبله بابتسامة خففت من روعه، فقال مرة أخرى للشرطي "وجدت كلبا ينهش جثة إنسان في الخلاء".
صرح الشاهد أنه عند مروره على الساعة الواحدة زوالا بالفضاء الواسع الكائن قرب تجزئة الكتبية، على بعد حوالي ألف متر من حي الخير، أثار انتباهه كلب بري منشغل في افتراس الجثة، اقترب الشاهد من مكان الكلب، ليجد أن الجثة لإنسان مفحم وسط كومة من الرماد، تنفت منها راحة تزكم الأنوف.
لم يقاوم الكلب رائحة اللحم المشوي، فجعل من بعض أعضاء الجثة وليمته لذاك اليوم
حكى الرجل كل ما شاهده، فانتقلت فرقة من عناصر الشرطة القضائية على وجه السرعة، إلى عين المكان بعد إجراء الاتصالات الضرورية، حيث عاينت الجثة المقسمة إلى نصفين جزأها العلوي الرأس والصدر والذراع الأيمن، يبعد بحوالي مترين عن النصف السفلي الساقين، بعدما تكفل الكلب بباقي أعضاء الجثة المتفحمة.
لم تتمكن الفرقة من التعرف على جنس الجثة بسبب تفحم معظم أطرافها وتشتتها وعدم وجود جهازها التناسلي، وكأن القاتل أو القتلة كان هدفهم إخفاء هوية الضحية، لقطع حبال الوصول إليهم .
كان ساق الجثة الأيمن وذراعها الأيمن مشدودين بسلسلة حديدية، وبالجوار قنينة خمر مكسرة من النوع المغربي وصفيحة حاملة لعشرة أقراص لدواء ليكزوميل، لم يبق منها سوى قرصين، وسروالين من نوع الجينز وعلى بعد ثلاثة أمتار من النصف العلوي من الجثة ألقي مفتاح، وقد تمت معاينة الجثة من طرف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسطات وطبيب البلدية.
استعصى على المسؤولين بمستشفى الحسن الثاني بسطات تشريح الجثة والوقوف على هويتها وأسباب وفاتها، فجرى نقل الجثة من أجل التدقيق في الهوية إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء حيث أكد التشخيص أن الجثة لرجل يتراوح سنه بين 30 و40 سنة، توفي قبل يومين من العثور عليه، طوله يتراوح بين 1.65، 1.71 متر، تكسرت له عدة أضراس وأنياب نتيجة لضرب تعرض له، كما تم العثور على قطعة من ورق كلينيكس داخل فمه،استعملت لمنعه من الصراخ أثناء تعذيبه وإحراقه، ورجح التشريح أن يكون الرجل أحرق حيا في نفس المكان الذي وجد فيه.
لم يستطع عناصر الشرطة القضائية من التعرف على هوية الرجل وأسباب وفاته، ليبقى البحث جاريا من أجل الاهتداء أولا إلى الضحية، ومن تم الوصول إلى مرتكبي الجريمة .